لا أخفيكم سراً أن القلق انتابني كما انتاب الكثيرين ممن تابعوا تصريح السيد وزير التجارة الداخلية وتأكيده أنه خلال شهرين ستنخفض الأسعار ..
فقلق المواطن مشروع لجهة الخوف من ارتفاع الأسعار بدل انخفاضها لأن هناك تجارب من هذا النمط ..
إذ إن هناك تصريحات كثيرة جاءت ضمن هذا المنحى إلا أن النتائج جاءت عكسية تماماً، الأمر الذي أدى من خلال التكرار الى فقدان الثقة بين المواطن والمسؤول ..
و لأننا اليوم ننتظر أي باب فرج في موضوع الأسعار سنكون إيجابيين الى أبعد مدى مع تصريح السيد وزير التجارة الداخلية انطلاقاً من أن تصريحه المحدد بمهلة زمنية يجب أن يكون قائماً على معطيات ومقومات ..
إذاً فلننتظر الى منتصف الشهر 12 الموعد التقريبي الذي حدده السيد الوزير وليكن الحكم بعدها ..
المواطن اليوم في حالة قلق متعدد الأبعاد .. من انخفاض دخل لا يكفيه كفاف أيام الى انتشار امراض خطيرة آخرها تسجيل عدة حالات من مرض الكوليرا والخوف من تمدده وانتشاره .. الى حالة خطيرة دخيلة على المجتمع السوري حول تنامي الجريمة التي لم يعتد عليها المواطن السوري في مجتمعه ..
والقلق الذي ينتاب المواطن والحكومة معاً هو كمية المخدرات الكبيرة التي تتم مصادرتها وكشفها خلال الأشهر الماضية ..
هذه الآفة الخطيرة التي تهدد جيل الشباب وتجعل القلق والخوف مرافقاً دائماً للمجتمع من نتائج خطيرة قد تصيب المجتمع إذا لم نسارع جميعاً لمحاصرة هذه الكارثة ومنع انتشارها.
هنا المسؤولية مشتركة تبدأ من العائلة والمجتمع الأهلي بضرورة المراقبة والتعاون مع الجهات المختصة انطلاقاً من تكامل الأدوار ..
نحن الآن في مرحلة افتتاح المدارس والجامعات التي يرى فيها ضعاف النفوس ملاذاً خصباً لتسويق هذه الآفة الخطيرة ..
من هنا يتوجب على كافة الجهات الاستنفار ورفع درجة الجاهزية الى أعلى المستويات لحماية مجتمعنا وأطفالنا وطلابنا من ممارسات البعض الذين يعملون على تسويقها خدمة لمصالحهم الدنيئة وخدمة لأعداء سورية الذين عجزوا عن اختراق المجتمع من الجوانب الأخرى سواء كانت إرهابية أو عبر الحصار الاقتصادي أو الضغط السياسي ..
المراهنة الأكبر تبقى على المجتمع الأهلي ووعيه المتقدم لتنقية بيئته من بلاءات عديدة تواجهه اليوم أكثر من أي وقت مضى ..