بداية يمكن القول عن تعريف مصطلح ثقافة النادي بأنها الهوية القابلة للتغيير عبر الزمن، وبذل الجهد وتحديد الهدف، وليست هوية دائمة لا يمكن تغييرها، فمثلاً نلاحظ على المستوى المحلي خلال المواسم السابقة أن تشرين بدأ يتخذ لنفسه هوية جديدة، أو ما نسميه ثقافة البطولات بمختلف أنواعها من كأس إلى دوري، وهذه الثقافة حين تكرست في تشرين كمثال فإنها لم تتكرس من فراغ، بل نتيجة تخطيط وتحديد هدف وبذل الجهود المتاحة لتحقيق الهوية والذات، ويمكن لأي نادٍ سوري طبعاً أن يفعل ما فعله تشرين وبالتالي يتحول السلوك والانجاز الى ثقافة.
وكذلك يمكن القول عن الوحدة إنه تميز بثقافة العمل على الكوادر والاهتمام بالاقتصاد، وهذه الثقافة مهمة لأي ناد يريد التنافس والإمتاع وتحقيق الأرقام الصعبة، فالوحدة أولى لقواعده ما لم تفعله الأندية الأخرى، وهكذا ثقافة نتيجتها محسومة وهي المستقبل المضمون للنادي في التميز، على حين أن من لا يمتلك هذه الثقافة فسيجد نفسه في المستقبل القريب أمام نقص كبير وثغرات لا يمكن سدها إلا بالتعاقدات، وشتان ما بين فريق مصدر وفريق مستورد، عدا عن اهتمام الوحدة بالبناء الاقتصادي للنادي وسيقوم فعلاً بافتتاح متجره الرسمي.
ثقافة الكفاءة المالية تحلى بها الفتوة الذي تخبط طويلاً في هذا الجانب ثم قرر كناد وكجمهور دعم جهود رئيس النادي، هذا الموسم وأجرى ميركاتو لاهباً تفوق فيه على جميع الأندية، وصار محسوماً أن للفتوة مكان بين الكبار الموسم القادم وأنه حصان الدوري الازرق!! لماذا؟ لأن ثقافة الكفاءة المالية التي دعمها جمهور الفتوة وسيستمر بذلك نتيجتها الثقة وبذل الجهد وبالتالي التميز والتفوق.
هذه ثلاثة أمثلة من الدوري السوري على ما يدعى بثقافة النادي والتي تختلف بين ناد وآخر ولكل منها نتائجه، فالنادي كالشخص تماماً تنعكس هويته القابلة للتغير على النتائج في حياته، أما ثبات الهوية فهو يعني حياة ليس فيها تطور ولا إنجازات، والمطلوب هو إعادة صياغة الهوية، واختيار هوية تؤدي إلى النجاح ولو اختلفت من ناد لآخر، ولا يوجد لدينا ناد يستطيع أن يصل إلى الكمال.