لم يكن الرابع من أيلول، موعداً لبداية عام دراسي جديد، وخلافاً لسنوات خلت، كان اليوم الأول مهرجان فرح ونشاط وحماس لشحن طلابنا بطاقة إيجابية ودافعة لمتابعة كفاحهم العلمي على مقاعد الدراسة.
وبجهود كبيرة من الكوادر الوزارية والتربوية والتعليمية والإدارية انطلقت العملية التربوية التعليمية، مع قرارات وزارية حاولت تخفيف عبء الالتزامات المالية عن كاهل الأهل، ولكنها لم تستطع إحباط تحليق أسعار المستلزمات المدرسية، أرهق الآباء وأوقعهم في فخ الدين أو الاقتراض، ولاسيما أننا في هذا الشهر أمام استحقاقات هامة وإجبارية كالمونة والمدارس ومازوت التدفئة وغيرها من المتطلبات المعيشية الضرورية.
ثلاثة أسابيع مضت على بداية العام الدراسي، وبالتقييم الأولي لما أعده المعنييون التربويون تحضيراً لاستقبال الطلاب، نفتقد الكتاب المدرسي في حقائب طلابنا، وهو أحد أهم الأدوات لإنجاح سير العملية التعليمية، وقد حرصت الوزارة طوال سنوات الحرب على إيصاله حتى أبعد المناطق السورية.
غاب الكتاب المدرسي عن كثير من مدارسنا، كدليل الطالب للمتابعة والفهم وتحضير الواجبات المنزلية، وحضر المعلم بمهاراته الحياتية والعلمية والمهنية لتقديم المعرفة مقرونة بالتربية وفق أرفع القيم الممجدة للحياة والعلم ضد ثقافة الدم والجهل والتخريب، وهنا لابد أن نشيد بعظمة الأمانة التي يحملها معلمو بلدنا، ورسالتهم لمهنتهم التعليمية، ولايمكننا تجاهل أهمية الدور الذي قامت به وزارة التربية في سنوات الحرب على بلدنا وحتى يومنا هذا للحفاظ على استمرارية العملية التربوية التعليمية والارتقاء بها ماخفف الكثير من الأعباء والضغوطات.