ربما كنا نظن لفترة من الزمن أن إنشاء الأمم المتحدة يعني فعلاً صون الأمن والسلم العالميين وأن التجربة المرة التي خاضتها البشرية عبر القرن العشرين وحروبه تعني أن هذه المنظمة سوف تكون ملاذ الجميع ولاسيما في الحديث عن الأمن والسلم والقانون الدولي وحق تقرير المصير.
كنا نظن ذلك ولكن ما حالها الآن وكيف نثق بما يصدر عن أكبر مؤسسة عالمية يجب أن تكون راعية فعلاً لا قولاً للأمن والسلم، وألا تكون منصة فقط لإلقاء الخطابات التي نسمعها كل عام.
يجب ألا تكون فقط لتسويغ قرارات الولايات المتحدة بشن الحروب باسم الإنسانية التي تدعيها وغير ذلك.
لقد اختطفت الولايات المتحدة وحلفاؤها المنظمة وحولوها إلى منصات عدوانية.
اليوم العالم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى إعادة دور الأمم المتحدة ولو بالحد الأدنى، ويجب العمل على الفكاك من هيمنة وقبضة الدول الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
يجب ألا نكتفي بما نراه الآن من خطابات إدانة وتقارير تسرد ما ارتكبته القوى الغربية بحق العالم.
الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن تحولا إلى صبِّ الأحقاد على الشعوب والحكومات التي لا تمضي بركب الهيمنة الغربية, العالم اليوم على حافة بركان يكاد يأخذ كل شيء, وثمة من يصب نار أحقاده على الجميع ومن منبر يفترض أنه للأمن والسلم والتلاقي الإنساني بدلاً من نار الفتك والحروب.