الثورة – رشا سلوم:
هل هو سؤال وليد هذا العصر.. هل يبحث عن إجابة قاطعة..؟ بالتأكيد لا ليس وليد العصر ولا توجد إجابات صارمة.. فكما الفن فضاء بلا حدود كذلك البحث في عوالمه بلا ضفاف..
من هنا سنجد عشرات الدراسات التي تعنى بالإجابة على السؤال السابق؛ لماذا الفن؟..
واذا كنا نستذكر كتاب ضرورة الفن لأرنست فيشر نذكر بكتب عربية كثيرة في هذا المجال، ونقدم اليوم كتاباً مهماً صدر عن دار الشنفرى للنشر، في سلسلة “فكر” وهو للروائي السوري “نديم الوزه” بعنوان “الوجود الفنّي ومعرفتُه”، بغلاف للفنان السوري أيضاً “رامي شعبو”.
يقع الكتاب في 76صفحة، ويتضمّن خمسة فصول وخلاصة، على النحو التالي:
لماذا الفنّ؟.. الفنّ في الطبيعة، الفنّ في الحرفة، الفنّ في اللغة، الفنّ في الرياضة، الخلاصة.
وكما قال المؤلف:
“ليس هناك إجابة محدّدة، وكافية، على هذا السؤال: لماذا الفنّ؟.. على الأقلّ في الكتب التي قرأتها. لكن، ثمّة شيء لافت في الكتابات القديمة كان قد قاله الفيلسوف الإغريقيّ أرسطو في كتابه (فنّ الشعر)، وعرّف فيه الشعر على أنّه محاكاة، ورأى أنّ: “المحاكاة فطريّة، ويرثها الإنسان منذ طفولته، ويفترق الإنسان عن سائر الأحياء في أنّه أكثرها استعداداً للمحاكاة؛ وبأنّه يتعلّم عن طريقها معارفه الأولى”‘. تتحدّد في هذا القول البسيط والمستنتج من الملاحظة الواقعيّة المستمرّة، والاستقراء التجريبيّ، عدّة مسائل ينبغي بحثها بتوسّع، وأوّلها: أنّ الفنّ فطرة في الإنسان. لولا أنّ اعتبارها موروثة تستدعي مسألة ثانية، وهي: من أين ورث الإنسان هذه الفطرة؟ والمسألة الثالثة: لماذا الإنسان أكثر استعداداً للفنّ من سائر الأحياء؟. والمسألة الرابعة والأخيرة في هذا القول: ما هي علاقة التعلّم بالفنّ؟.
من الواضح أنني أعدت صياغة قول أرسطو، حين تفكيكه، على شكل مسائل تخصّ الفنّ؛ وقمت بذلك لسبين: الأوّل أنّ أرسطو كان يرى الشِّعر والرسم ينتميان إلى فنّ واحد هو المحاكاة. والثاني أنّني أريد التوسّع في المسائل السابقة التي طرحها أرسطو، اعتماداً على المعرفة الحديثة. وثمّة سبب أهمّ، وهو أنّ أرسطو طرح هذه المسائل، ولم يقمْ بشرحها، والبرهنة عليها، بسبب أنّ حال العلوم القديمة في عصره لم تكن على هذه الحال المتوفّرة في عصرنا”.
إنه الفن.. بحر بلا حدود، وفي لجته آلاف الصيادين، وكل يحمل شباكه، ويقدم ما جاد به بحر الفن الذي يلون حياتنا.
