خُمس دوري كروي، يعني أن يقام الدوري الممتاز مثل الخطة الخمسية، يتم التخطيط والتجهيز له كل خمس سنوات ويقام في السنة الخامسة على الوجه الأبيض كما يقولون، وذلك خير من أن يقام على الوجه الأسود، وبهذه الطريقة نحل كل المشاكل دفعة واحدة !!.
سيقوم كل فريق في الدوري بتبديل المدرب عشرين مرة، بمعدل مرة كل “كم “جولة ويصل إلى الدوري وقد شبعت إدارته من تغيير المدربين الذي تحول إلى إدمان أو موضة ربما، والأرقام الصحيحة التي لايمكن إنكارها أنه تم تبديل ستة وعشرين مدرباً بين الموسم الماضي والحالي ونحن لم نبلغ بعد سوى المرحلة الخامسة من الدوري !! عدا عن إشباع الرغبة بتبديل المدربين توجد فرصة خمس سنوات للاستقرار على تشكيلة الفريق التي ستلعب وتشكيلة دكة الاحتياط التي ستأخذ فرصتها في اللعب.
فإن هناك فرقاً في دورينا، تعاقدت مع أجانب بمبالغ ضخمة، ووضعتهم على دكة الاحتياط، ليس بسبب الفشل الإداري الذي نعيشه (لاسمح الله) أو انتهاء صلاحية هذا المحترف الذي أدمن الشاورما والأركيلة والكباب والفتوش بدل اللعب وتسجيل الأهداف!!.
خمس سنوات استعداد ضمن خطة خمسية للدوري كفيلة بإعداد الملاعب بصورة تخدم اللاعب والمتفرج، يمكن خلالها فرش خمسة ملاعب بالرول الطبيعي بدلاً من النجيل الذي يقول الاتحاد الرياضي أنه يكلفه من ناحية الصيانة 500 مليون ليرة كل عام!! الآن لدينا الفرصة، نضع 500 مليون كل عام في ملعب وسنحصل على مستطيل أخضر لائق للعب، بدلاً من “البساتين” التي يُعذر لاعب إن تعب أو سقط فيها، ولايمكنك لوم لاعب آخر على التمثيل وإضاعة الوقت وهو يدعي السقوط ربع وقت المباراة كي يقتل المباراة والحماسة والدوري!!.
خمس سنوات ضمن الخطة الخمسية تكفي لإعداد مكان لائق يأتيه المتفرج والمشجع ولايدوخ خلال البحث عن المكان الذي يدخل منه والمكان الذي يخرج منه، وكأنه فأر في مصيدة، يدور كل المدرجات ليجد المكان الذي دخل منه وسيخرج ويجرب عشرين كرسياً قبل أن يجد واحداً صالحاً للجلوس عليه!!.
نحن هنا لا نقترح، بل نسأل، إلى أين وصلنا؟! وإلى أين وصل الآخرون الذين كنا نسبقهم في كل شيء؟.
خُمس دوري كثير علينا، لأننا خلال الخطة الخمسية وقبلها وبعدها لن نرى نجوماً ثابتة في فرق حملت هوية ثابتة، لن نرى زيدان الريال ولا صلاح ليفربول، لماذا ؟! لأن مدربينا تتم إقالتهم بعد كل مباراة لايفوزون فيها، ولأن لاعبينا يلعبون في “بساتين” وليس في ملاعب صقيلة ناعمة تحافظ على ركبهم ومفاصلهم!!.
خُمس دوري يكفي، حتى تأتي أعجوبة تنتشل كرتنا من مستنقعها، وإلى حينها سنظل نضرب أخماساً بأسداس ضمن الخطة الكروية الخمسية التي لم ولن ينفذ منها شيء.