التسول القسري

الثورة – غصون سليمان:

تستعطفك كلماتهم المنمقة كفاتحة لشهية الطلب مع تبهيره بحروف ورنات الكلمات التي تبدأ بذكر من مال الله.. كرامة لله، حق أكل للأولاد، دواء للأم والزوج وغيره من لوازم التقرب من الناس.
فالتسول بات سلوكاً فاجعاً للحياة الاجتماعية والنفسية خاصة في ظروفنا الحالية، بعدما تطورت خباياه وأدواته وطرق البحث عنه. لم يعد فعل التسول بريئاً لذاته، ولا للضرورة والحاجة وإنما الاستغلال والاستعباد وفوضى الأخلاق التي تاهت عن مقاصدها باتجاهات المصلحة والمنفعة لقلة من الناس على حساب الكثرة، فكما تطورت بدع وأساليب التسول مع ثورة التقنية وما أفرزته من وسائل تواصل اجتماعي، كان متسولو الأمكنة المختلفة قد قطعوا شوطاً في دروس استهداف المارة أو زيارة البيوت وتغيير ملامح القوة والصحة بالضعف والاستعطاف.
يقول محمد -ش ١٤ عاماً زاولت مهنة الشحادة قبل سبع سنوات، حيث لم يكن الوضع المادي للأسرة يسمح بمتابعة المدرسة فكان همي كيف أساعد أمي بعد وفاة أبي تاركاً لنا خمسة إخوة غيري، هذا الواقع دفعني لعدم الاكتراث بالدراسة كما يجب، وجل همي هو كيف أحصل على المال لأعود به إلى أمي بعد مشوار من التعب.
صفية -ن سيدة متوسطة العمر قذفتها الأقدار بعد مغادرتها المنطقة التي كانت تعيش فيها لأن تتعرف على شلة من المتسولين و المتسولات بحجج وعناوين مختلفة بالتسول حيث بات صنعة وحرفة لمن يتقن فن رموزه فهو سلوك قديم حديث فرضته ظروف قاسية لاسيما في السنوات الأخيرة من عمر الحرب الوحشية والتي شرعنت إلى حد كبير هذه الحالة الاجتماعية الضاغطة وفتحت عيون المستثمرين والمستغلين لحاجات الناس وغيرهم. حتى بات هؤلاء وراء الكواليس ومن بعيد وقريب يحركون الدمى البشرية التي لا حول ولا قوة لها سوى الامتثال للأوامر طالما يحتاجون ما يسد الرمق.
مؤسسات الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عملت كثيراً على الخط الساخن مع العديد من شرائح المتسولين ومن أعمار مختلفة للذكور والإناث ولكن سرعان ما كان يهرب هؤلاء لغاية في نفسهم ونفس مشغليهم.
حيث بات التسول مهنة فاضحة لا يخدشها طلب ولا حياء سؤال ولا سيما من الصغار ،فقد اعتاد بعض هؤلاء على هذه التجربة المرة التي خطفتهم من بيوتهم الآمنة ومدارسهم التي تحصنهم من كل عوز في المستقبل القريب والبعيد.
فالتسول حاجة واستغلال بات مرضاً اجتماعياً أدمنته العيون ولم تستوعب مؤسسات المجتمع عامها وخاصها لظروف باتت أكبر من قدرة الجميع، ما يتطلب تضافر جهود الجميع لأن المسؤولية مشتركة تخص كل الجهات المعنية.

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية