الثورة – رنا بدري سلوم:
خيطٌ وخشبة ومسمار وأنامل رسّام، هم أدوات هذا الفن الجميل والنادر، فلم تتجسد المرأة في مخيلته بريشة وإطار، بل بقدرٍ كبير من رهافة الخيط، وجاذبية اللون، وتقانة الصنع، من خلال فن قديم قدم التاريخ، فن «الخيط الوتريّ» أجمل وأدق الفنون اليدوية، التي كانت في السابق تأخذ الشكل التجريدي للنمط الهندسي المتساوي الأبعاد، أما اليوم فأصبحت تأخذ أي شكل يتم تنفيذه، واللون هو عامل أساسي في إعطاء اللوحة أبعادها وقيمتها، وبالتالي جذب النظر إليها، وفقاً لما صرح به الفنان نهاد العيسى لصحيفة الثورة، مشيراً إلى تجربته في هذا الفن الذي برع به وكانت حصيلة موهبته في فن الخيط الوتري مئة وخمسون لوحة فنية معظمها يتحدث عن الأنوثة والبيئة الشامية إضافة إلى رسم شخصيات تاريخية وطنية وسورية، لتكون المناسبة الآنية حاضرة في لوحاته، تتصدر المعارض مثلها مثل أي لوحة فنية تشكيلية.
شارك العيسى بأحد عشر معرضاً في المراكز الثقافية في مختلف المحافظات، وعن صعوبة تعلم فن الخيط الوتري يشير إلى أن تقنية الصنع تتطلب المهارة وامتلاك الموهبة والتمتع بالصبر إضافة إلى الجانب المادي الذي يلعب دوراً واضحاً في إنعاش هذا الفن منها تكلفة اللوحة ومدة الإنجاز وضعف القوى الشرائية، لذا عزف الكثير عن تلك الفنون، وعن آخر مشاركاته يبين أنه سيشارك بلوحتين في المعرض الذي يقام برعاية وزارة الثقافة وجمعية شموع السلام في السادس من الشهر القادم في خان أسعد باشا العظم والذي يضم باقة من الفنانين التشكيلين من مختلف الاختصاصات.

التالي