في خضم الجنون الهستيري للسطوة، ترمي أميركا مجدداً كرة النار لتشعل حرائق وتؤجج اضطرابات وتفتتح بازارات للمساومات على حقوق الدول بضمان أمنها، فمرجل تسلطها لا يغلي إلا إذا زجت واشنطن فيه بحطب الأزمات وأعقاب الفتن.
والمثير للسخرية محاولة واشنطن تجميل وجه قباحتها بتصريحات مسؤوليها ورش بهارات الأكاذيب على خبث غايات تسعير التصعيد ونزع فتيل الاستقرار بالمحيطين الهادي والهندي لتهديد الصين، ويندرج في ذلك تعليق سفيرتها بأستراليا كارولين كينيدي على خطط إرسال قاذفات نووية إلى أستراليا بأنه لدعم “السلام والاستقرار بالمنطقة”، هكذا تبلسم واشنطن جراح الاضطرابات ببلسم البارود والمتفجرات وتطفئ حرائق التوتر بسكب المسحوق النووي على جمرات الفتن!.
تستنسخ واشنطن في جنوحها للهيمنة الحماقات ذاتها، وترتكب الأخطاء القاتلة إياها التي ارتكبتها بتفجير حرب أوكرانيا بضغطها على زناد استفزاز موسكو، وذلك في استماتتها العبثية لإزاحة الصين عن مشهد القطبية لا يهمها تبعات عبثها الكارثية، فشبقها للتفرد القطبي يفتح بوابات جنونها المدمر على مصراعيها.
ففي المنطق العسكري كلما حشر الطرف الخاسر في زاوية الخيبة، زاد تخبطه وزادت مناوراته للخروج من عنق زجاجة العجز والإفلاس فتزداد محاولات تشتيت الخصم المنتصر بتسعير جبهات جديدة وكيل اتهامات باطلة للتشويش على صخب إنجازات المنتصر، فأميركا التي فتحت خزائنها ومستودعات وزارة حروبها لضخ الأسلحة لكييف لم تغير المعادلات التي رسختها موسكو ميدانياً، فلجأت لإشهار سلاح اتهاماتها لكوريا الديمقراطية وإيران بتزويد روسيا بالمسيرات و قذائف المدفعية، وإلا ما معنى أكاذيبها المعلنة على لسان الناطق باسم أمنها القومي جون كيربي، بان بيونغ يانغ “تقدّم بالخفاء مساعدة عسكرية لروسيا لمواجهة أوكرانيا”؟! إلا تأكيد على إخفاقاتها وذريعة باطلة لفرض عقوبات جديدة.
بين الصين وروسيا ترمي واشنطن سهام الاستهداف العدائي، لكن تتكسر نصالها على جدران منعة وتفوق موسكو و بكين، فإلى متى ستبقى واشنطن تدور في حلقات أوهام القطبية الأحادية المفرغة وتعلق فشلها على شماعة الاتهامات الباطلة للدول؟.