الثــــورة:
تشتهر مدينة “باليتانا” الهندية بنمط عيش سكانها المنفرد عن بقية بعض المدن والمقاطعات في العالم، حيث تعتبر أول مدينة نباتية في العالم، وأول منطقة يحظر سكانها أكل اللحوم كلياً.
وتضم هذه المدينة المشهورة بجبالها 863 معبداً بوذياً، وهي تقع في ولاية غوجارات بالهند وهي مكان مرتفع، أما سكانها فهم طائفة تدعو إلى نبذ العنف وتحظر أكل اللحوم.
ويعود ذلك إلى نجاح رجال الدين هناك في إقناع سكان باليتانا بضرورة حظر تجارة اللحوم الحيوانية إلى حد كبير، وأعلنت المدينة بفخر أنها أول مدينة نباتية في العالم.
ولسكان مدينة باليتانا نمط عيش مختلف وغريب ومتفرد في الوقت نفسه، إذ إنهم يؤدون طقوس الحج في المعابد الموجودة في قمة جبل شاترونجايا، وهو مكان مقدس يقع وسط المناظر الطبيعية المسطحة والصحراوية لولاية غوجارات، في شمال غرب الهند، الذي تقول الأسطورة إن الآلهة قامت بتسوية قمته.
وتختلف الحياة في ذروة الصيف في المدينة الهندية، عندما تقترب درجة الحرارة أحياناً من 50 درجة مئوية، حيث يهب السكان البوذيون للحج، ولكن هذه المدينة الأكثر زهداً تعيش وفق نمط حياة هو من أقسى أشكال الزهد، الذي لا يترك مجالاًا لمفهوم المتعة، إذ يلتزم أتباع ذلك المذهب والبالغ عددهم 6 ملايين بنظام غذائي يكاد يكون نباتياً تماماً، ويتألف من البقوليات والحبوب، وبالنسبة للأقل صرامة، تتم زراعة الفواكه والخضروات.
ويحظر سكان “باليتانا” أي منتج حيواني، باستثناء الحليب ومشتقاته والسمن والألبان.
في المقابل، لا يزال عدد من السكان يعتقدون أن حريتهم تخول لهم أكل اللحوم، ولكن وفقا لما أورده “جيو” لا يزال عدد من رجال الدين البوذيين يتعقبون هؤلاء ويلاحقون تجار اللحوم والبيض، بهدف تحويل مدينة “باليتانا” إلى مدينة نباتية بالكامل.
و في حزيران 2014 قرر عدد من الرهبان الاضراب عن الطعام، مهددين بتجويع أنفسهم حتى الموت، حيث أفادوا أنهم يفضلون الموت بدلاً من الاستمرار في تحمل ذبح الحيوانات واستهلاكها في أي مكان في المدينة، إلا إذا أعلنت الحكومة الهندية المدينة منطقة خالية من اللحوم، فاضطرت للاستجابة لهم.