لا نعتقد أن الترتيب المتأخر جداً للدوري الكروي الممتاز (٢٦ آسيوياً)، حسب تصنيف الاتحاد الآسيوي، أسقط في أيدينا؟! لكن ما أصابنا بالذهول أن تسبقنا دوريات تعود لبلدان متواضعة جداً كروياً، وتتفوق على مسابقتنا التي تعتبر واجهتنا الكروية.
طبعاً، فإن الاتحاد الآسيوي لديه معايير للتقييم والتصنيف، وهذه المعايير تتعلق بالاحتراف بمفهومه الكبير الفضفاض، الذي يتضمن أساسيات وتفاصيل وجزئيات، ولعله لم يجد من هذه أو تلك مايجعله يشعر أن هناك شيئاً يشبه الاحتراف في أنديتنا ودورينا، على الرغم من أن اتحادنا الكروي يطلق تسمية دوري المحترفين، على النشاط الدوري الذي يقيمه بمشاركة أندية النخبة!!، لن نتجنى على الاتحاد الآسيوي، ونتهمه بالظلم وتعمد الاستخفاف بكرتنا، لأننا نعلم يقيناً، أن أياً من حلقاتنا الكروية، ليس له علاقة من قريب ولا من بعيد بالاحتراف، وإن أقصى ما فهمناه وطبقناه من عالم الاحتراف، التعاقد مع لاعبين أو الاستعانة بحكام من خارج الحدود، وبقيت حلقات السلسلة جميعها بمضمونها الهاوي، وقشرتها الاحترافية الرقيقة..
لاشك في أن التطوير صعب جداً، لكنه ليس مستحيلاً، ويمكن أن تكون البداية من إقرار قوانين تسهم في إرساء قواعد الاستقرار الفني والإداري والمالي، وتشجيع الاستثمار والتسويق وعقود الرعاية والاستفادة من ريوع الإعلانات، وعائدات النقل التلفزيوني والبث الفضائي، في تطوير البنى التحتية للأندية والإهتمام بالقواعد والخامات والمواهب، إلى جانب ما يلقى على عاتق اتحاد كرة القدم من مسؤوليات، تنظيمية للمسابقات المحلية، وفنية بتطوير التحكيم والاستعانة بالتقنيات المساعدة، وتكثيف إجراء دورات وورشات عمل للمدربين والحكام.