الثورة – رشا سلوم:
الهوية هي ما يميز إنساناً عن آخر وهي تكاد تكون كما يقول علماء النفس والاجتماع الشخصية وقد صدرت دراسات كثيرة تبحث في الهوية الفردية والجماعية.
هوية الفرد والمجتمع والقبيلة وغير ذلك وهي تتكون مع الفرد منذ نعومة أظفاره وبالتالي كما يقول عالم الاجتماع السوري حليم بركات في كتابه، الهوية: ليست معطى ثابتاً جامداً أبداً صحيح أنك تحملها منذ ولادتك لكنها تبقى تتشكل وتتكون إلى نهاية حياتك..
خطوطها العامة الواسعة قد لا تتغير لكن يتغير الكثير من التفاصيل..
وفي الدراسات الحديثة التي تعنى بالهوية وتشكلها كتاب مهم صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان (تشكيل هوية الأنا في مجتمع الإنجاز)، تأليف: د. غسان الخلف، ود. فريال حمود.
يرى المؤلفان أنه تكمن أهمية الهوية بوصفها مفهوماً في كونها تُشكل محوراً بين ما هو نفسي واجتماعي وثقافي.
ترتبط الهوية بمفهومات اجتماعية ونفسية، وإنجاز الهوية حالة غائية واستعداد طموح وامتلاك القدرة على تجاوز العوائق.
تمثل الأسرة بؤرة التركيز في تشكيل الهوية، وهي جهد مشترك بين الآباء والأبناء. يحتاح كل فرد في هذه المنظومة تطوير هويته باتجاه النماء.
ورغم أننا نتحدث عن هوية “الأنا/الذات”، ولكن هذه الهوية تصب مباشرة في مجتمعها؛ فالدفاع عن الهوية يعد دفاعاً عن الذات وعن الوجود الاجتماعي بشكل أو بآخر.
إننا شعوب لها تاريخها ولغتها، وتمتلك كل أشكال التعددية، لكن الأزمة التي عصفت ببلدنا دفعتنا إلى البحث عن جوانب القوة في هذه الهوية، والاعتراف بنواحي الضعف، وإعادة هيكلة حياتنا الاجتماعية إلى وضع أكثر حيوية وتنظيماً واهتماماً.
كتاب (تشكيل هوية الأنا في مجتمع الإنجاز)، تأليف: د. غسان الخلف، ود. فريال حمود، يقع في 432 صفحة من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2022.