نيفين أحمد:
تمر الغالبية من الأهل في معضلة حقيقة وصعبة وهي أداء الواجب المدرسي للتلميذ أو الطالب، ويختلف المربون والمعلمون وكذا الآباء في أهمية الواجبات والفروض المنزلية والجدوى من تحميل الطلاب عبئاً إضافياً، فكل يوم تنشب معركة في المنزل بسبب أداء الواجب المدرسي والغضب من قبل الوالدين على أبنائهم أثناء الدراسة ما يؤخر فهمه ويصيبه بالتوتر فيظهر أقل من مستواه الطبيعي ولحساسية هذا الموضوع وتأثيره الكبير على أبناءنا.
أوضحت المرشدة النفسية التربوية رشا خير بيك بداية وجوب أن يتسم الأهل بالمرونة والرصانة في التعامل، ويمتلكون الكثير من الوعي وبعد النظر، فالبعض يرى أن التعلم داخل المدرسة كاف لبناء شخصية الطفل معرفياً ونفسياً في حين أن البعض الآخر يصر على أن الواجبات هي مكمل طبيعي لما يتم تعليمه في المدرسة.
تتابع خير بيك الحقيقة أنني شخصياً أتبنى موقفاً ترى فيه فئة عريضة أن المشكلة لا تكمن في الواجبات المنزلية عينها، بل الطريقة التي يتم بها إرغام الأطفال على إنجاز تمارينهم وفروضهم، والتي غالباً ما يصحبها توتر وفتور ونفور قد تؤدي بهم أحياناً الى عدم التعلق بالعلم والتعلم والتذمر من الذهاب الى المدرسة، مشيرة إلى أنه هنا تكمن مسؤولية الآباء، فالوعي بأهمية التعلم داخل البيت في سيرورة العملية التعليمية وانعكاساتها الايجابية على شخصية الطفل هي بالأساس كفيلة بالبحث عن الوسائل والطرق لتحفيزه واستدراجه للاستمتاع بالتعلم وتقبل فكرة أن الواجبات المنزلية هي جزء لايتجزأ من برنامج اللعب اليومي.
واعتبرت خير بيك بأن المكافآت « الشوكولا وغيرها» ضرورية ومهمة لتحفيز الأطفال في حين ستحتاج الى أكثر من ذلك بالنسبة للمراهقين «السماح باستعمال الكمبيوتر، الخروج مع الأصدقاء، مكافآت مالية».
ونوهت خير بيك إلى اعتبار وقت الواجبات المنزلية وقتاً للعب بالنسبة لطفلك واقتراح عليه دعوة صديق له للتعاون وإنجاز الواجبات معاً ومكافآتهما بوجبة لذيذة من اختيارهما.
وأكدت خير بك على أخذ الأمور بجدية مفرطة وتذكروا دائماً أن الدرجات والعلامات الجيدة في المدرسة ليست هدفاً في حد ذاتها، فالتركيز على تفوق الطفل قد يدمر حبه للتعلم، داعية الأهل إلى ترك الطفل ليكون معلماً لأن الأطفال الصغار يحبون اللعب والتمثيل، وخاصة تقمص دور المعلم لعلها فرصة الآخر لأن يصبح تلميذه ويطلب منه شرح الدروس موضوع واجباته المدرسية بطريقة مرحة وتطرح عليه أسئلة بسيطة لتساعده على تحديد مكامن التعثر لدى الطفل.
وأشارت خير بيك أننا في كثير من الأحيان نغضب على أبنائنا لأمر لا يستحق الغضب وربما يكون سبب غضبنا كثرة ضغوط الحياة علينا لذا ينبغي أن نفرق بين ضغط الحياة وضغطنا على أبنائنا لافتة إلى ضرورة التمتع بأبنائنا وهم صغار فسوف تمر الأيام بسرعة ولن يبقى لنا من براءتهم وطفولتهم إلا مجرد ذكريات لذلك أنصح الأهالي باللعب معهم والضحك معهم وممازحتهم والخروج معهم وجعل التعليم والأدب مع اللهو واللعب.
وتؤكد المرشدة التربوية أن استيعابهم أقل من الكبار ويحتاجون الصبر وتكرار المحاولة وصراخنا يؤذيهم مشددة على ضرورة الحديث مع الطفل قبل النوم لما له أثر جميل من خلال سؤالهم عن أحداث يومهم ومشاركتهم متعة التحدث عن أدق تفاصيلها باهتمام منا مع التركيز على أهمية الثناء على صفاته.
وعن الخطوات التي يجب أن يتبعها الأهل لحل مشكلة الواجبات المدرسية أشارت خير بيك الى مساعدة أبنائنا على وضع جدول دراسي يومي للصغار، أما الكبار فيجب تركهم يقومون بذلك منفردين دون التدخل في تفكيرهم وتنظيمهم ويجب أن يتجنب الأهل تعويد الطفل على الاتكالية، إذ ان اعتياد الأم على الاهتمام الزائد بالواجبات والتهديد له لإتمامها والإلحاح عليه أكثر من الاهتمام بالطفل نفسه يحول الطفل إلى شخص لا يتحمل المسؤولية، مؤكدة ضرورة أن يشعر ابننا أن عمل الواجب المدرسي لا يتعلق بأمه وأبيه بل هو من أجله هو فقط وحتى يحدث هذا يجب أن يعتاد الطفل الدراسة منفرداً ونوهت إلى ضرورة عدم المبالغة في الاهتمام بالدراسة بل التحدث معه على أهمية الدراسة من أجل اختيار ما يحب حينما يكبر.
ونوهت على عدم حل مشكلاته وعدم استسهال اللجوء إلى الأم فمثلاً إذا تأخر الوقت ولَم يكمل واجبه بعد فلا تساعديه وتحلي معه لينتهي منه لمعالجة خطئه بل دعيه يذهب للمعلم دون إكماله حتى يعتاد أن ينظم وقته دون الاعتماد عليك وتحدثي معه دوماً عن مشكلاته في المدرسة ومع أصدقائه وساعديه ليتعلم أن يحلها منفرداً دون تدخلك أنت مع متابعة المعلمين جيداً والتأكد من سلوك طفلك وقدراته على حل المشكلات.