حسين صقر:
فضلاً عن إضفائها جواً من السكينة والهدوء وتوفير هدوء يدفع على الاسترخاء والراحة، تحقق المساحات الخضراء المزروعة في المنزل اكتفاء ذاتياً من متطلبات المنزل اليومية، وتوفر على الإنسان ما أمكن في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
«الثورة» تواصلت مع المرشد الزراعي والمختص بالمحميات معن زيدان والذي تحدث عن تجربته بزراعة المساحات الصغيرة، إضافة لإشرافه على عدد كبير من البيوت البلاستيكية والمساحات الحرة، وذلك بهدف تحسين الإنتاج ومتابعة الشتول الزراعية على اختلاف انواعها.
وفي هذا يؤكد زيدان أن هذه المساحات سواء كانت مزروعة بالنباتات المثمرة أو الزهور والورود الجميلة، فقد أصبحت تستهوي الكثير من العائلات في الآونة الأخيرة بسبب تزايد الخوف والقلق من استخدام المواد الكيميائية الضارة في زراعة المواد الغذائية المباعة في الأسواق، ولتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، حيث بدأ هؤلاء التوجه للزراعة المنزلية لضمان جودة ونقاء الغذاء، ولملء وقت الفراغ، ولاسيما ممن أضحوا في سن التقاعد، وقال: باختلاف حجم المنزل والمساحة المحيطة به يمكن لصاحبه اختيار الزراعة المناسبة وحسب توافر المياه وطبيعة التربة، مضيفاً: إنه يمكننا زراعة البطاطا إذا لم تتوفر المساحة المناسبة مثلاً بالبرميل شرط وجود أشعة الشمس، حيث ينتج البرميل الواحد حوالي ثلاثين كيلو كل مرحلة، كما يمكن زراعة الحشائش كالبقدونس والسلق والنعناع والفليفلة والبندورة، أيضاً حسب المساحة، موضحاً أن الشروط المطلوبة لنجاح تلك الزراعة الخبرة بالعمل والمتابعة، والتأسيس الصحيح قبل البدء مثل: تعقيم التربة ووضع السماد العضوي والأسمدة المركبة، وتقديم الرعاية في موعدها كرش المبيدات الحشرية والسقاية والتعشيب وغيرها.
وقال: من يعمل بالزراعة عليه أن يحبها، وهناك فرق بين حب العمل الزراعي من القلب، وعشق هذا العمل.
وأوضح أن الزراعة المنزلية تتطلب اختيار المكان المشمس، والتربة الخصبة، ومن لم تتوافر لديه يمكنه الزراعة في عبوات كبيرة أو صغيرة من البلاستيك أو الفلين وحسب المتوافر، بعد أن تملأ بالتراب، كما يمكن استغلال الأسطح والبلكونات لهذه الغاية، المهم توافر العناصر الأساسية الشمس والماء والتراب.
وعن تجربته أضاف أيضاً لقد نجحت بهذا العمل نتيجة الفضول وحب المعرفة عما يخص أي نوع من الزراعات سواء كان الخضراوات أم الأشجار، وهذا بالطبع لن يحصل بين ليلة وضحاها، لأن موضوع الزراعة يتطلب المعلومة الصحيحة، حتى ننطلق لفهم هذا العالم الذي يعد واسعاً أسوة ببقية العلوم، ونوه بأنه بدأ أول خطوة بالحصول على الكتب العلمية الزراعية، معتبراً أن قراءة الكتب ليست كافية إذا لم نطبق محتواها على أرض الواقع، فمن السهولة بمكان الحصول على المعلومة، بينما تكمن الصعوبة في تطبيقها، ومن خلال متابعتي للحقول المزروعة في سورية، والاستشارات خارج القطر لمدة أكثر من خمسة وعشرين عاماً استطعت تقديم الإرشادات للمزارعين ومتابعتهم في الآونة الأخيرة عبر شبكات التواصل، وتحسين الإنتاج نحو ثلاثة أضعاف، فضلاً عن حل جميع المشكلات التي تواجههم، وأضاف: أول تجربة كانت لي مع زراعة الموز في حديقة المنزل، ثم انتقلت إلى عالم الزراعة المحمية والهدف المردود المادي، بعدها انتقلت إلى المعرفة وكل ما يخص موضوع الزراعة.
وعن فوائد الزراعة في المنزل قال زيدان: أول هدف تحققه هو الحرص على محصول صحي، كما أن الزراعة البيتية تضيف بهجة وروحاً على منزلك، فوجود الزراعة المنزلية والاهتمام بها والتفاعل معها يحسن الحالة المزاجية وصحة العقل لديك، ولا يقتصر على ذلك فقط، بل يساهم ذلك بإضفاء لمسة جمالية على المنزل سواء كانت المزروعات داخله أو خارجه، وتساعدنا على القيام بنشاط جسدي مفيد والتخفيف من التوتر والطاقة السلبية حيث تساهم التربة بتفريغ كل الشحنات السالبة في الجسم.