ربما كان اختيار أفضل الفنادق ذات النجوم الخمس لتكون مكاناً لعرض فرص العمل، بمشاركة عشرات الشركات، أمراً مغرياً لغالبية الشباب للاندفاع المباشر للحصول على فرصة العمل، وخلال السنوات الأخيرة رأينا وجود مجال للتنافس بين العديد من الجهات، حيث بتنا نرى جهات خاصة من المصارف والتأمين والجامعات والمراكز التجارية والفنادق وغيرها تتشابك مع جهات عامة لإطلاق معارض فرص العمل.
من حيث المبدأ العام فهي فرصة لتوجيه الشباب لمنصة واضحة يقدمون من خلالها سيرتهم الذاتية ومهاراتهم العلمية ورغباتهم، وخاصة أننا نشهد اللهفة الأولى على وجوههم والإيمان بأنهم وصلوا إلى منصة السعادة بكل ما يحملونه من آمال وفرح.
خلال السنوات الماضية عُرضت المئات من فرص العمل في معارض مختلفة، غالبية المتقدمين هم من خريجي الجامعات والمعاهد أو الحاصلين على شهادات الخبرة، فكان السؤال ملحاً أين ذهبت تلك الاستمارات والسير الذاتية طالما أن القبول للتوظيف لم يتعدَ الأرقام الفردية. ولم يكن هناك إجابات أو ردود من قبل هذه الشركات مع أنه يجب أن تكون الفرصة واضحة والشهادة المطلوبة واضحة لكون العملية تتم بشكل مباشر بين طالبي العمل والعارضين لها. لكننا في الواقع وطالما دخلوا في حديثهم حول توفر شرط الخبرة. فيمكن القول إن غالبية هذه الفرص وهمية.
فمن أين سيأتي الخريج الجامعي بهذا الشرط إذا كانت هذه الشركات التي يجب أن تحتضنه وتتبناه بحيث تقدم له الخبرة لاستقطابه للعمل لديها كما يحدث في جميع الدول المتقدمة وكما يقال ربط الجامعة بسوق العمل. هي تتقاضى أجوراً لقاء دورات التدريب التي تطلبها وتقترحها خلال هذه المعارض.
نعم .. المعارض مطلوبة ولكن مع مزيد من التفعيل لدورها، مع تطور عمليات التوظيف والاختيار، واستخدام التكنولوجيا الحديثة و وسائل التواصل، حيث يمكن القيام بعمليات التوظيف المبدئية في فترة المعرض. وتقديم اختبارات التقييم، وإجراء مقابلات، وحتى إدخال السيرة الذاتية في قاعدة البيانات الموجودة للشركات، وأكثر من ذلك عن طريق تقديم خدمات التخطيط المهني للباحثين عن عمل، بحيث يدخل الشباب الباحثين عن عمل المعرض يتعرفون على هدفهم وما يتناسب مع شخصية وكفاءة كل منهم. مما يوفر جهده وجهد الشركات العارضة للانتظار والانتقال إلى مراحل أخرى تضع من خلالها العصي بالعجلات، حيث تبدأ عملية الغربلة للسير الذاتية والبيانات المقدمة لديهم.
ربما لا نستطيع اعتبار هذه المعارض انجازاً يسجل لأي جهة، ولا يجب التفاخر بها طالما لم تحقق فرص التوظيف التي تتحدث عنها بشكل كامل وواضح.