الثورة – علاء الدين محمد:
الشام عاصمة الدنيا.. عاصمة الروح والمحبة.. كانت على مدى الأيام ملاذاً لكل المضطهدين والمعذبين والهاربين من الجور والظلم والقسوة.
كانت وما تزال أمّاً لكل مناضل يدافع عن أرضه وعن كرامته ولقمة عيشه.
الشام لها رمز معنوي مقدس.. من لايحب الشام لايعرف المحبة.. ستبقى دمشق مابقيت الدنيا.. ومهما تغنينا بالشام فلم ولن نوفيها حقها.
هذه المقدمة من وحي بوح الشاعر “محمد جميل الحافظ ” الذي أطرب قلوب الحاضرين في أمسيته الشعرية في المركز الثقافي العربي بالمزة تحت عنوان ( الأشجار تزهر الكلمات).
بدأ الأمسية بقصيدة جميلة تتغنى بطهر دمشق وجمالها الأخَّاذ، الذي أرخى بظلاله على كل من زار دمشق، وتنعم بمائها ودفء هوائها، حيث قال:
شآم التي بالفؤاد هواها
كورد الحياة يكون شذاها
تنام كمثل الملائك طهرا
وتصحو وكل المدى خافقاها
شآم هواها بشارة عيسى
وقرآن أحمد نور سماها
شآم الحبيبة أم حنون
وكل نبي أمين ضياها
رموها بسيف الجهالة ظلما
لأن الشآم شهي جناها
حباها الله بصدر جميل
فسبحان ربي لمن قد حباها
سيشرق فجر الشآم بيوم
ويشرق في الخافقين سناها ….
وألقى الشاعر قصيدة ثانية تحت عنوان( إلى أم العيال ).. حيث فاضت حنيناً وحباً وأسى وشكوى لرفيقة دربه، أم أطفاله التي تقدر حمله الثقيل، فوجع الوطن هو همه و عذاباته تؤرقه.
لكن وجع الحياة الخاصة يزيج الهموم..
فقد قال يوم طلبت منه زوجته المريضة علبة دواء، لكنه للأسف لم يستطع تأمينها، بعد ان شردته يد الارهاب، فأنشد قائلاً:
قد قلت لي في ذات يوم ممطر
هب لي الدواء فإنني معتلة
فتلبدت قطع السماء حزينة
لامال لي..!!
كيف الحصول على الدواء حبيبتي؟
هل أطرق الأبواب؟
عفو الله إني صابر
الفقر كفر صدقيني واصبري..
إن الحياة جميلة مع صابر، يهوى جمال الصابرين…
يبدو أن المشاعر الرقيقة تتجدد حيال المحبوب الذي يشعر دائماً أنه مقصر تجاهه فيقول:
هل أستطيع البوح؟..
أذكر مرة قد قلتِ لي:
إني أحبك دائماً..
هذي يدي تمتد ضارعة إليك..
لنعبر العمر المسجى في لهيب الهاجرة.
فأجبت: ياقديستي.. الحب أوله حريق جوارح..
والحب أوسطه عناق حارق..
والحب آخره جنان الآخرة.
وختم الأمسية بقصيدة رثاء للحبيبة.. جاء فيها:
أنت خلقت بصورة ورد..
وإني خلقت بماء مهين
وفي البيت أجثو كطفل صغير..
أفكر فيك كما يعتريني
وطوراً أغني بصمت غريب..
وطوراً أحس بمس الجنون
وطوراً أصلي لرب عظيم..
أقول إلهي أتسكب عيني
فمن ثغرك القرمزي وجودي..
ومن وجهك القمري يقيني..
ومن قامة مثل رمح صقيل..
إذا رقصت فالعوارض دوني
هنا منك ذكرى فأنى اتجهت..
أراك قربي فأهمس كوني
تكونين أحلى نساء البرايا..
وأصرخ مثل اليتامى احضنيني.