الثورة- ترجمة غادة سلامة:
في مقابلة واسعة النطاق مع فينيان كننغهام، أشار محلل الاستخبارات العسكرية الأمريكية السابق سكوت ريتر إلى مجموعة معقدة من المشكلات الأمريكية الصنع التي تهدد السلام العالمي.
إن حرب أوكرانيا ليست سوى عرض واحد من أعراض مرض أكبر، بدأت الحرب في أوكرانيا مع الانقلاب المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية عام 2014 في كييف وتسليح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لنظام معاد لروسيا على مدى ثماني سنوات.
“الانفصال العبثي” في السياسة الخارجية الأمريكية، و”الاستفزازات غير العادية” تجاه روسيا، و”احتيال” الأسلحة النووية وعقيدة الدفاع العسكري الأمريكي، و”الغطرسة المذهلة” للدعاية الوطنية الأمريكية التي تصنع الأساطير التي تستدعي “الحق لها بالسيطرة على العالم” هذا هو نطاق مشكلات الولايات المتحدة التي تهدد السلام العالمي.
خدم سكوت ريتر، ضابط المخابرات السابق في مشاة البحرية، كمفتش أسلحة تابع للأمم المتحدة في العراق خلال التسعينيات بعد حرب الخليج الأولى، وقد تحدى بشكل مثير للجدل الرواية الرسمية الأمريكية والبريطانية التي زعمت أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، تم الكشف عن هذه المزاعم فيما بعد على أنها أكاذيب وافتراءات لكنها استخدمت لشن حرب الخليج الثانية عام 2003. حرب إجرامية ذات تداعيات هائلة لا تزال تطاردها حتى اليوم.
يقول ريتر: إن الولايات المتحدة الأميركية تلعب بالنار، خاصة مع الدول الكبرى التي تمتلك ترسانات نووية لأن الحرب مع هذه الدول ربما يتطور في لحظة من اللحظات إلى حرب نووية تدمر العالم وتنهي الكوكب بسبب استفزاز الولايات المتحدة للآخرين “.
يقول ريتر: إن المشكلة الهيكلية الرئيسة هي عملية احتيال كسب المال للمجمع النووي والصناعي العسكري الأمريكي، إذ يتم شراء السياسيين الأمريكيين ودفع أجرهم للضغط من أجل تحقيق الأرباح العسكرية؛ وبالتالي لا تتبنى سياسة أكثر عقلانية وصنع سلام لمصلحة غالبية المواطنين الأمريكيين.
إذا أرادت الولايات المتحدة الأميركية مواءمة سياستها مع سياسة روسيا والصين، أي أن تتبنى الهدف السلمي، فإن ذلك من شأنه أن يغير العلاقات الدولية ويخفض التوترات ويجعل نزع السلاح في نهاية المطاف أمراً ممكناً، لكن من المفارقات أن الولايات المتحدة رهينة ابتزازها النووي ضد العالم. لا يمكن أن تتبنى سياسة أكثر عقلانية.
ريتر يحذر من “أن أمريكا يجب أن تتخلى عن تفكيرها العدواني للآخرين، وإن لم تفعل ذلك فلن يكون هناك سلام ووئام في العالم”.
لن يعرف العالم السلام أبداً، حتى تنهار الولايات المتحدة أكبر دولة إرهابية على وجه الأرض تحت وطأة إفلاسها.
المصدر: انفورمشين كليرنغ هاوس