الثورة- تقرير أسماء الفريح:
بعد الإعلان عن تمديد العمل ب”صفقة الحبوب” لمدة “120” يوما أكدت روسيا أنها لا تريد تعطيل المبادرة ولكن ما يمثل أولوية بالنسبة لها هو الطابع المتكامل للاتفاقية .
وزارة الخارجية الروسية أعلنت في بيان لها اليوم تمديد “الصفقة” تلقائيا لمدة 120 يوما اعتبارا من “19” من تشرين الثاني الجاري ما لم تكن هناك أي اعتراضات من أي الأطراف المشاركة فيها مشيرة إلى أنه سيتم اعتراض أي محاولة لاستخدام الممرات الإنسانية في البحر الأسود لتنفيذ استفزازات عسكرية.
نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين قال في حديث للصحفيين على هامش قمة آبيك إنه سبق لروسيا أن أعطت إشارات بأنها لا تعتزم ببساطة تعطيل عمل “صفقة الحبوب” لكن ما يهمها هو الطابع المتكامل لاتفاقيات اسطنبول.
بانكين أضاف ” لا تنسوا أن هذا جزءا من حزمة الاتفاقات” موضحا أن الصفقة تتكون من قسمين يتعلق الأول بنقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود والثاني والذي تم تثبيته مع الأمانة العامة للأمم المتحدة ينص على مساعدة روسيا في تصدير الأسمدة والأغذية دون عوائق إلى الأسواق العالمية وتابع ان ” الصفقة تتسم بالطابع المتكامل، وهذا في غاية الأهمية”.
نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أكد بدوره أن استئناف عبور الأمونيا ,التي تستخدم في إنتاج اليوريا والأسمدة المركبة والأسمدة الفوسفاتية والسماد السائل وغيرها ,عبر خط الأنابيب من تولياتي إلى أوديسا لا يمكن أن يخضع لشروط مسبقة حيث أنه مشروع تجاري حصري.
فيرشينين قال خلال مقابلة مع وكالة “نوفوستي” إن خط أنابيب تولياتي-أوديسا قيد التشغيل وهو في حالة جيدة ويمكن إطلاقه لينقل نحو 2.5 مليون طن من الأمونيا سنويا، موضحا أن المواد الخام التي يتم توفيرها سنويا عبر هذا الخط تكفي لإنتاج نحو 12 مليون طن من الأسمدة لتوفير الغذاء لنحو 100 مليون شخص.
تصريحات فيرشينين جاءت ردا على ربط الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي استئناف العبور الروسي للأمونيا عبر أوكرانيا بتبادل الأسرى وفقا لصيغة “الجميع مقابل الجميع”.
بدوره صرح مصدر في اسطنبول مطلع على المفاوضات بأن المحادثات بشأن تصدير المنتجات الزراعية الروسية ولاسيما الأمونيا لا تزال جارية ولم يتم اتخاذ أي قرار حولها .
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رحب من ناحيته بموافقة جميع الأطراف المعنية على استئناف صفقة الحبوب عبر البحر الأسود والاتفاق على ضمان سلامة الملاحة خلال تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة من أوكرانيا “مشيرا الى أن المنظمة الدولية ملتزمة تماما بدعم مركز التنسيق المشترك “بهدف الحفاظ على سلسلة التوريد الحيوية ومواصلتها العمل بسلاسة”.
وكانت روسيا علقت العمل بالاتفاقية التي وقعت في اسطنبول في تموز الماضي وتنص على رفع القيود المفروضة على توريد المنتجات الروسية للتصدير ومساعدة روسيا في تصدير الحبوب الأوكرانية أواخر تشرين الأول الماضي بعد تعرض سفن أسطول البحر الأسود وسفن مدنية بالقرب من ميناء سيفاستوبول الروسي لهجوم إرهابي وتأكيد وزارة الدفاع الروسية أن “نظام كييف نفذه بإعداد وبتوجيه من خبراء متخصصين بريطانيين موجودين في نيكولايف” ليجري استئناف العمل بها في الثاني من الشهر الجاري بعد حصول موسكو على ضمانات أوكرانية خطية تتعهد فيها بعدم استخدام الممرات الآمنة لأغراض عسكرية.