يبقى المتابع لكرة القدم في حالة شدّ وتوتر وهو يراقب الكرة بأي اتجاه تسير وفي أي مرمى ستكون، هكذا إلى أن تنتهي المباراة، وفي الحالة الاقتصادية والمعيشية اليوم وبكل بساطة تلك حال المواطن، فهو ينتظر ويترقب ما ينعكس على حالته المعيشية المتراجعة يوماً بعد يوم نتيجة ظروف محلية وعالمية وحصار اقتصادي جائر، يسهم في تقتير كلّ مايحتاجه المواطن للشتاء.
ووسط تقاذف للكرة بين التاجر والمنتج والفريق الحكومي تبقى الأنظار مشدودة إلى التوصل لإحراز هدف يسهم في إزاحة الغمامة عن كاهل المواطن بدخله المحدود، وكأن الكرة نسيت المرمى وباتت لاتسدد إلا عليه، فهل يصلح ما يحصل اليوم على الصعيد الإنتاجي لاسيما الصناعي لتحقيق نقلة نوعية تجعل الكرة تسير نحو هدفها الصحيح؟.
لاشكّ أن جهوداً ما تبذل لإيجاد الحلول، وربما تصطدم في أكثر من مكان بقلة التوريدات وضعف الإنتاج، وهذا لايعني البقاء في المكان، فضعف الإنتاج المحلي ليس حصيلة قلة التوريدات وحسب وإنما ثمة مكامن خلل في ضعف الخطط ووضع الأولويات، وكذلك الفساد الذي يستغل الظروف ويتلطى خلفها ويحدّ من الإنتاج وجلب الاستثمارات، إضافة لعامل الزمن والتوقيت المناسب، كلها أسباب ضاعفت المسافة وبالتالي الابتعاد عن الحلول السليمة التي تحتاجها المرحلة.
ونحن نمرّ في ذكرى التصحيح المجيد الذي قاده القائد المؤسس حافظ الأسد و أثمر عن مشاريع وبنى تحتية كبيرة تطورت إلى يومنا هذا رغم الحرب والدمار الذي تعرضت له بلدنا وبقيت البوصلة، ولذلك ورغم معرفتنا بحجم الأعباء الكبيرة نتطلع إلى متابعة الطريق الصحيح وتحقيق النصر والفوز في مختلف المجالات بحكمة القيادة الحكيمة للنهوض بمختلف القطاعات الاقتصادية، وإدارة عجلة الإنتاج في السكة الصحيحة من جديد وبجهود تشاركية قادرة على تحمل المسؤولية.