فرضت رئاسة جامعة “دمشق” على طلابها شراء ثلاثة كتب دراسية خاصة في السنة من مستودع الكلية بغض النظر عن أسعارها أو محتواها، وسيتم تسليم الطالب الكتب بموجب وصل ومن دونه لن يتم تثبيت تسجيله، وأن الهدف من هذا التعميم هو ربط الطالب بالكتاب الجامعي من دون التوجه للاعتماد على الملخصات.
حيث شهدت الكليات في السنوات الأخيرة إقبالاً من الطلبة على الملخصات الدراسية المنتشرة في المكتبات على حساب الكتاب الجامعي.
المبررات والأعذار التي قدمت لتبرير هذا التعميم لا غبار عليها، ولكن ما السبب الحقيقي الذي أوصل الطالب إلى العزوف عن الكتاب الجامعي والذي أدى بدوره إلى تكدس الكتب الجامعية بمئات الملايين في المستودعات؟
الحقيقة هناك أسباب أخرى أكثر عمقاً أدت إلى هذا الوضع.
طبعاً الدولة مشكورة توفر الكتاب الجامعي منذ عشرات السنين، ولكل الاختصاصات، وهذا غير موجود في كثير من دول العالم.
ولكن للأسف يشتري الطالب الكتاب المقرر، ويذهب به إلى المحاضرة ليأتيه بعض الأساتذة من مدرسي المواد ويعطوه مادة في أغلب الأحيان مغايرة لمحتويات الكتاب الجامعي إذا لم يكن من تأليفه، بحجة أن محتويات هذا الكتاب قديمة، ولا تلاءم العصر، وفي أغلب الأحيان يقدم هذا البعض لطلابه كتاباً أو نوطة من تأليفه هو، ويفرضها على الطلاب حتى ينجحوا بمادته، أي عملية تجارية بحتة.
والأوضاع المادية الصعبة لأغلب الطلاب الجامعيين، تدفعهم للبحث عن بدائل في سبيل توفير بعض المصاريف، مع أن أسعار المحاضرات أو الملخصات ليست منخفضة، لكنها تبقى أقل تكلفة من الكتب الجامعية، وهناك الكثير من الطلاب لا يستطيعون شراء الكتاب الجامعي أو الملخصات فيلجؤون إلى استعارتها من طلاب آخرين نجحوا في تلك المواد.
وتتحمل إدارة الجامعة جزءاً من عزوف الطالب عن الكتاب الجامعي من خلال تجاهل شكاوى الطلاب المتكررة عقب كل امتحان على طريقة تصحيح المواد الجامعية، وعلى نسب النجاح المتدنية.
الطالب الجامعي يعرف قيمة الكتاب الجامعي، ويعرف أن هذه الملخصات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن هناك فقدان ثقة أو شرخ كبير بين إدارة الجامعة والطالب يجب أن يرمم.
من حق الجامعة طبعاً أن تتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة لربط الطالب بالكتاب الجامعي وبحق المكتبات التي تبيع هذه الملخصات، أما تحميل هذه المكتبات المسؤولية وراء عزوف الطلاب عن الكتاب الجامعي، فهو قذف للكرة إلى ملعبه فقط.
باختصار لن نستطيع بعد اليوم ربط الطالب بالكتاب الجامعي وجعله يبتعد عن الملخصات الأرخص ثمناً والأسهل حفظاً بالنسبة لمعظم الطلاب إلا في حالات أخرى مثل توفير الكتب بصيغة إلكترونية لمواكبة التطور التكنولوجي ولتوفير الأموال الممكن إنفاقها على الطباعة ودفع ثمن الملخصات أو المحاضرات، حيث يصبح بوسع الطالب الاستعانة بجهازه المحمول للاطلاع على المقرر.

السابق