الثورة – ترجمة غادة سلامة:
تعد غابات كندا الشمالية، التي تمثل أكبر نظام بيئي للغابات نوعاً ما سليمة في العالم، وتخزن ما لا يقل عن 208 مليارات طن متري من الكربون، أي أنها تعد واحدة من أكبر خزانات الكربون الأرضية في العالم.
ولتحقيق أهدافها المناخية جزئياً، ولزيادة المصالحة مع مجتمعات السكان الأصليين في كندا، لجأت الحكومة الكندية إليهم أكثر فأكثر للمساعدة في إدارة الغابات الشمالية من خلال التنازل عن المزيد من أراضي الغابات لمجموعات السكان الأصليين.
في العام الماضي، خصصت الحكومة الفيدرالية 340 مليون دولار لدعم المناطق المحمية من قبل مجموعات السكان الأصليين وشبكات الخبراء من السكان الأصليين.
في إطار هذا البرنامج، تلقى أكثر من 50 بالمئة من مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء البلاد تمويلاً لإنشاء مناطق للحفظ والإشراف عليها، وتحويلها إلى أصحاب المصلحة الموكلين ليس فقط لمقاومة إزالة الغابات، ولكن أيضاً لحماية مصارف الكربون الخاصة بهم. وسيدعم البرنامج أيضاً السكان الأصليين الذين سيشرفون على هذه المناطق.
بالنسبة للسكان الأصليين، كان الدعم بمثابة اعتراف متأخر بمعرفتهم التاريخية والحميمة بمنطقة الغابات الشمالية – موطن 70 في المئة من مجتمعات السكان الأصليين في البلاد. يقول ماندي جول: “خلال السنوات الخمس الماضية، رأيت تحولاً وانفتاحاً، لا سيما على المستوى الفيدرالي، إذ أعتقد أنهم بدؤوا يفهمون حقيقية الأمور. وبتعقب الملوثين من قبل مؤسسة كلايمت ترايس، وهي منظمة يدعمها آل غور ومانحون وهم بيئيون كبار، إذ يبحث هؤلاء عن البيانات من الأقمار الصناعية لتتبع الانبعاثات وصولاً إلى محطات الطاقة الفردية وحقول النفط وسفن الشحن. إذ قامت هذه المجموعة أو المؤسسة بفهرسة 72،612 من بواعث العد والعد، ما أدى إلى إنشاء أطلس محلي للأنشطة البشرية والمناخية وهي تتابع التغيرات الحاصلة في كيمياء الكوكب.
والتهديدات الأكبر للمناخ في القارة الأميركية تأتي من الولايات المتحدة، حيث آثار تغير المناخ وهي مشكلة “بعيدة المدى وتتفاقم” في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ما يشكل مخاطر على كل جانب من جوانب المجتمع تقريبًا.
فحسب التقرير الأخير لمؤسسة كلايمت ترايس فإن درجة حرارة الولايات المتحدة زادت بنسبة 68 بالمئة أسرع من درجة حرارة الأرض ككل على مدار الخمسين سنة الماضية. وبالعودة إلى كندا الجار القريب للولايات المتحدة فهناك تغيير في الأولويات إذ يتم التركيز على مادة الغابون، وهي منتج رئيس للنفط، إن المورد لن يدوم إلى الأبد. لذلك يتجه المسؤولون في البلاد إلى الغابات المطيرة في حوض الكونغو من أجل الإيرادات – بينما يعدون أيضاً بالحفاظ على المنطقة.
يبدو أن هذا النهج، الذي يهدف إلى تحقيق توازن بين احتياجات كندا واحتياجات العالم، يواجه أزمة مناخية حقيقية وخطيرة.
في عام 2020، وافقت حكومة المقاطعة على زيادة النسبة المئوية للأراضي المحمية في إقليم كري التقليدي من 12 في المئة إلى 23 في المئة – مساحة تعادل مساحة سويسرا.
تدعم الحكومة الفيدرالية مالياً جهود إنشاء شبكة من المناطق المحمية المتصلة هيدرولوجياً مع موائل للحيوانات المهددة بالانقراض مثل غابة الوعل.
تقول جل- ماستي، مشيرة إلى رجال الإحصاء وغيرهم من الخبراء المحليين من مجتمعات كري في الشمال: “لقد قاموا بجلسات إعلامية، وقاموا بتمارين رسم الخرائط”. وأضافت أن هذه المناطق المحمية ستساعد في التخفيف من تغير المناخ من خلال حماية الغابات والممرات المائية وتقليل مخاطر حرائق الغابات والحفاظ على الحياة البرية.
يقول، مارسيل دارفو خبير الغابات في جامعة لافال في مدينة كيبيك: إن مجموعات السكان الأصليين لديها “معرفة قديمة وفعلية” عن الغابات الشمالية.
المصدر: نيويورك تايمز