تسعة عشر اجتماعاً في أستانا منذ عام 2017وحتى الآن والمخرجات تنص على وحدة الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب إضافة إلى مواضيع أخرى تتعلق بخفض التصعيد والفصل بين الإرهابيين والمعتدلين، وفي حقيقة الأمر كل التنظيمات الموجودة في الشمال السوري إرهابيون، ومع هذا فإن شيئاً واحداً يمكن أن نصف فيه آلية تنفيذ مخرجات هذه الاجتماعات بأن هناك التزاماً روسياً إيرانياً بينما المراوغة والتضليل والذرائع الواهية باتت السمة الأبرز للجانب التركي الذي يقدم الدعم اللامحدود لهؤلاء الإرهابيين الذين يعيثون إجراماً وقتلاً في الشمال السوري.
مباحثات أستانا 19 عقدت في وقت يشن فيه الجانب التركي عدواناً على القرى الآمنة، حيث قام طيران الاحتلال التركي بشن غارات على الأحياء السكنية في عدة قرى بشمال سورية، وأدت هذه الغارات إلى ارتقاء شهداء وجرحى، وهو ما يخالف القوانين الدولية ومخرجات اتفاقيات أستانا خلال الجولات الماضية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن سياسة تركيا تمعن في المراوغة والعدوان لتحقيق أجندات عدوانية خارجية وأخرى داخلية تتعلق بالانتخابات القادمة دون أي اعتبار لنتائج اجتماعات أستانا أو وازع إنساني أو أخلاقي أو قانوني.
مخرجات اجتماعات أستانا كلها تنص على سيادة ووحدة الأراضي السورية، وحكومة أردوغان الإخوانية بعدوانها المستمر ومحاولاتها لإحداث تغيير ديمغرافي في الشمال السوري تخرق كل الاتفاقيات، وتبقي المنطقة في حالة من التوتر وعدم الاستقرار ولاسيما أن التنظيمات الإرهابية التي تأتمر بأوامر الاستخبارات التركية تخرق وقف التصعيد بشكل مستمر ما يستدعي رداً من الجيش العربي السوري على هذه الخروقات، الأمر الذي يشير إلى أن تركيا تستغل اجتماعات أستانا لتمرير الوقت والتصعيد في الزمان الذي يخدم أجندتها متوهمة أن ذلك يخدم مشروعها التوسعي الاستيطاني.
الدول الصديقة الضامنة روسيا وإيران ملزمة بالضغط على الجانب التركي لوقف التصعيد الخطير في الشمال السوري والالتزام بما وقع عليه من تفاهمات وتعهدات وبما يحقق الأمن والاستقرار في الشمال السوري، وبغير ذلك فإن الأمور تسير نحو الحرب الكارثية التي لايمكن لأحد التنبو بتداعياتها على الأمن والاستقرار في المنطقة.