بعيداً عن الأضواء والكاميرات، تبرع أحد الأشخاص من أهل الخير بمبلغ إلى صيدلية في قرية المجوي التابعة لمنطقة مصياف، لإيفاء دين بعض من قل رزقه وأثقل كاهله حمل كبير،هذا الخبر ليس خبطة صحفية، ولكنه خلق كريم تعودنا عليه في قرانا ومدننا،هي ثمار الوفاء لدماء الشهداء التي تحمل بداخلها بذور المسؤولية للنهوض بالوطن والرقي بمجتمع تسوده حالة الحب والتعاون.
هاتان الركيزتان الأساسيتان للتقدم والازدهار عاملان متكاملان يستحضر كل واحد منهما الآخر، يسكنان القلوب الطيبة العامرة بالصفاء والنقاء.
هذه الأيادي البيضاء من فاعل الخير إلى صاحب الصيدلية الذي يرى أن تلبية الحاجة الدوائية لمريض ريثما تسمح ظروفه المادية، هي ضرورة إنسانية قد تنقذ روحاً، والمبادرات الأهلية والجمعيات الخيرية لتقديم الغذاء والتعليم والعلاج المجاني، هي وسائل وحلول لدعم أواصر الحب والأمل بين البشر وكم نحن اليوم بحاجتها في ظل تراكم هموم معيشية قاهرة قد تحرم طالب علم من تحقيق حلمه، وربما تميت قلباً فقد غالياً ودخل في دوامة الحزن واليأس.
تطويق الأزمة المعيشية والتخفيف من تداعياتها يكون بالسؤال عن الآخر والإحساس بهم وبمعاناتهم ومعرفة أحوالهم والتعاون قدر الإمكان للتصدي للهموم والآلام والأحزان بدعم مادي ونفسي، فما أجمل أن يشتد ظهر أحدنا بأخ لم يغادره حتى في أشد الصعاب، وأنه ليس وحيداً في هذا العالم.