“تشاينا ديلي”: تايوان مفجّر العلاقات الصينية – الأميركية

الثورة – ترجمة رشا غانم:
خلال محادثاته مع نظيره الأمريكي على هامش اجتماع إقليمي في كمبوديا، أكدّ عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصيني وي فنغي، أن الولايات المتحدة يجب أن تحترم المصالح الأساسية للصين، وألا تتجاوز الخط الأحمر بشأن مسألة تايوان.
على الرغم من أنّ الاجتماع بين الرئيس شي جين بينغ والرئيس الأمريكي جو بايدن في 14 تشرين الثاني، منع وصول العلاقات الثنائية إلى الانهيار، أصدرت لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين في اليوم التالي تقريرها السنوي لعام 2022، والذي أيدت فيه لجنة الكونغرس موقفها المتشدد من الصين.
وفيما يتعلق بمسألة تايوان، انتقد التقرير الأميركي سياسة الصّين تجاه تايوان وحاول حثّ الكونغرس الأمريكي لسن مشروع قانون جديد لاحتواء الصين، زاعماً بأنّ بكين انخرطت في الترهيب العسكري، والإكراه الاقتصادي، والعزلة السياسية لتايوان، ولم يول التقرير أي اهتمام بأفعال الولايات المتحدة التي تهدف إلى إفراغ سياسة الصين الواحدة التي تدعي الإدارة الأمريكية الالتزام بها.
هذا وقدمت اللجنة ثلاث توصيات في تقريرها، ودعت إلى تشكيل لجنة دائمة مشتركة بين الوكالات في الحكومة الفيدرالية، في مواجهة ما يسمى بالأعمال العدائية ضد تايوان من قبل البر الرئيسي الصيني، وستكون اللجنة مسؤولة عن صياغة وتنفيذ العقوبات والتدابير الأخرى. كما طلبت من الكونغرس توجيه وزارة الدفاع الأمريكية، لإصدار تقرير سري يستكشف كيفية تعزيز قدرة تايوان على مقاومة أي هجوم من قبل البر الرئيسي، إضافة إلى تخصيص قدر كبير من الأموال الدفاعية الإضافية لسنوات متعددة من قبل الكونغرس للتعاون العسكري بين الولايات المتحدة وتايوان.
يختلف موقف لجنة مراجعة الأمن الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين تماماً عن تأكيدات الحكومة الأمريكية بأنها تدعم سياسة الصين الواحدة، لكن من الطبيعي أن يكون لدى حكومة الولايات المتحدة والكونغرس خلافات حول السياسة، والتي تنطوي على عوامل مثل النضال الحزبي والسياسة الانتخابية.
تمّ إنشاء النظام السياسي الأمريكي بحيث تكون هناك ضوابط وتوازنات متبادلة بين الحكومة الفيدرالية والكونغرس، وبسبب الخلافات بين الحزبين داخل الكونغرس، ستكون السياسة الخارجية للحزب الحاكم مقيدة إلى حد ما.
وعلى الرغم من أن الاجتماع بين الرئيسين الصيني والأمريكي في مقاطعة بالي أرسل إشارة إيجابية، إلا أنه لا يزال من الشائع تمسك أعضاء الكونغرس بعقلية الحرب الباردة، ولم يتغير موقفهم المتمثل في السعي لقمع المعارضين الاستراتيجيين.
منذ وصول إدارة بايدن إلى السلطة، كان لدى الكونغرس والسلطة التنفيذية درجة عالية من التوافق والتعاون والتفاعل الوثيقين في السياسات المتعلقة بتايوان، لذلك يمكن لسياسات البيت الأبيض أن تمارس تأثيراً على وضع أجندة الكونغرس الأمريكي.
وفيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بتايوان، فإن الدور القيادي للإدارة الأمريكية مهم للغاية، فإذا نفذت الحكومة الفيدرالية الإستراتيجية الخاطئة بشأن مسألة تايوان، فيمكنها بسهولة أن تضيع تشريعات الكونغرس.
إن سياسة إدارة بايدن في تايوان التي تتأرجح بين الغموض والوضوح تخلق وضعاً معقداً ومربكاً لمضيق تايوان، وبالتالي تعظيم مصالح الولايات المتحدة.
وبينما تنظر إدارة بايدن بلا شك إلى هذا على أنه نهج عملي، فالأمر لا يقتصر على إرسال إشارات خاطئة إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الراغب في الاستقلال في الجزيرة، ولكن أيضاً يتمثل بإرسال إشارة خاطئة إلى المشرّعين المناهضين للصين في الكونغرس الأمريكي.
فقط من خلال تقديم مثال لتنفيذ سياسة الصين الواحدة، يمكن للحكومة الأمريكية توجيه الكونغرس ليصبح أكثر عقلانية بشأن القضايا المتعلقة بتايوان، وإضافة إلى التوجيهات الصحيحة، يمكن للبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ممارسة تأثير على الكونغرس لتصحيح أخطائه في المقترحات المتعلقة بتايوان بحيث تتوافق المقترحات ذات الصلة مع مبدأ الصين الواحدة، يتعلق الموضوع  التايواني بالأساس السياسي للعلاقات الصينية – الأمريكية وهو خط أحمر لا يتزعزع.
وبالنسبة للمصالح الحزبية واحتياجات الانتخابات، يقترح الكونغرس أحياناً مشاريع قوانين أكثر راديكالية تتعلق بتايوان، فإذا طعن البيت الأبيض ووزارة الخارجية في مشروع القانون، فإنّه يضغط على رعاة مشروع القانون لتعديل أو إسقاط عناصر معينة، ومن أجل الحفاظ على الوضع العام للعلاقات الصينية الأمريكية، يمكن للرئيس حتى رفض التوقيع على مشاريع القوانين ذات الصلة.
لدى الحكومة الفيدرالية القدرة على ممارسة التأثير على الكونغرس حتى لا تخرج عن خط الصين الواحدة، حيث يأمل الكونغرس الأمريكي في تمرير تشريع لتعزيز التبادلات الموضوعية والتعاون بين الولايات المتحدة وتايوان، وهذا لن يجلب الأمن إلى تايوان.

إن تحدي الخط الأحمر للصين سيؤدي إلى اندلاع صراع عبر مضيق تايوان وإحداث كارثة في تايوان.
تحتاج إدارة بايدن إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتوجيه الكونغرس للنظر في مسألة تايوان بموضوعية، ومنعها من اتخاذ إجراءات جذرية.
إنّ السلام والاستقرار في مضيق تايوان والعلاقات الصينية – الأمريكية الصّحية، يفضيان إلى مصالح الولايات المتحدة أيضاً.
المصدر: تشاينا ديلي

آخر الأخبار
"أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد