الثورة – ترجمة رشا غانم:
أصبح استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة اتجاهاً لا رجعة فيه في الصين، مع إدخال سلسلة من السياسات لرفع انبعاث الكربون إلى ذروتها قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، إذ إن تحول الطاقة منخفض الكربون يتسارع باستمرار، وهذا يدلّ على أن تحول الطاقة، الذي يعد جزءاً من الجهود المبذولة للاستجابة بنشاط لتغير المناخ، يكتسب زخماً في الصين.
وبسبب مقدار الأراضي والعمالة ورأس المال وريادة الأعمال التي تمتلكها ويمكن أن تستغلها في التصنيع، ووضعها كدولة نامية، ومرحلة تنميتها، تظل الصين أكبر منتج ومستهلك للوقود الأحفوري في العالم، مع ذلك، ونظراً لأن قضايا تغير المناخ والطاقة أصبحت تمثل تحدياً أكبر، فإن الصين تدعم الطاقة المتجددة بحماسة.
بعد أن اقترح الرئيس شي جين بينغ بقوة الترويج لثورة إنتاج واستهلاك الطاقة في عام 2014، قامت الصين بتسريع الإصلاحات في جانب إمدادات الطاقة وجانب الاستهلاك، ورفع مستوى تكنولوجيا الطاقة ونظام الطاقة لديها، وتسريع التحول الأخضر ومنخفض الكربون للقطاعات الصناعية في الصين والاقتصاد بأكمله.
على سبيل المثال، بين عامي 2016 إلى 2020، حلّت الصين 170 مليون طن متري من الطاقة الإنتاجية الزائدة للصلب، وأزالت مليار طن من الطاقة الإنتاجية الفائضة للفحم، وأغلقت 300 مليون طن من الطاقة الزائدة لإنتاج الإسمنت، وخفضت طاقة إنتاج الزجاج المسطح بمقدار 150 مليون صندوق.
فقد انخفضت نسبة استهلاك الفحم في إجمالي استهلاك الصين للطاقة الأولية من 67 في المائة في عام 2005 إلى 56.8 في المائة في عام 2020، وارتفعت نسبة الوقود غير الأحفوري في استهلاكها للطاقة الأولية إلى 15.9 في المائة، كما احتل الاستثمار الصيني والقدرة المركبة وإنتاج الطاقة الكهربائية وعدد براءات الاختراع التقنية في مصادر الطاقة المتجددة المرتبة الأولى في العالم لسنوات عديدة.
وفي العام الماضي، توجهت الصين نحو إدخال نظام سياسة (1+N)، وأصبح مبدأ رئيساً صادراً عن المركز المركزي، اعتمد سياسات وتدابير أدت إلى تسريع تطوير الصين للطاقة النظيفة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتسريع وتيرة التحول الأخضر منخفض الكربون، مما أدى إلى ضخ زخم جديد في تحول الطاقة في الصين.
وفي الوقت نفسه، يوسع هذا المبدأ أيضاً مساحة للتنمية النظيفة للمركبات الكهربائية وطاقة الهيدروجين وتخزين الطاقة ومصادر الطاقة الموزعة المختلفة، بما في ذلك التدفئة الشتوية، لضمان سبل عيش الناس.
وفي السنوات الأخيرة، تم استبدال بعض طرق التدفئة غير الفعالة، مثل التدفئة المتناثرة للفحم في المناطق الريفية، تدريجياً بالتدفئة الكهربائية والتدفئة المركزية الأكثر كفاءة؛ ويجري الاستعاضة عن معدات التدفئة الكهربائية للتدفئة اللامركزية في بعض المناطق بمعدات أكثر كفاءة للمضخات الحرارية المنزلية، وفي الوقت نفسه، قامت بعض المناطق الحضرية والريفية المؤهلة بتجديد المنازل القديمة الموفرة للطاقة لتحسين العزل، وبناء كفاءة الطاقة، وبالتالي تقليل الطلب على الطاقة الحرارية للتدفئة الشتوية، كما أدى استبدال التدفئة في بعض المناطق النائية التي تعمل بالفحم، بالتدفئة الكهربائية، إلى تحسين البيئة المحلية بشكل فعال.
وبينما تعزز الصين بقوة تحول الطاقة، ستتوسع منطقة بناء أنظمة التدفئة النظيفة هذه، ومن بين مصادر التدفئة المركزية الإقليمية، ستلعب تقنية المضخة الحرارية التي تم تطبيقها إلى حد كبير في الصين في السنوات الأخيرة دوراً مهيمناً، وستحلّ المضخات الحرارية محل الغلايات القائمة على الوقود الأحفوري، إضافة إلى الكهرباء، مما يجعل نظام التدفئة المركزي أخضر ومنخفض الكربون، باختصار، مع تحول الطاقة، سيكون استخدام الطاقة أكثر كفاءة ونظافة وبأسعار معقولة.
المصدر: تشاينا ديلي
