الثورة – تقرير أسماء الفريح:
فشلت دول الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بشأن تحديد سقف لسعر برميل النفط الروسي وفقا لما ذكرت وكالة “بلومبرغ” نقلا عن مصادر دبلوماسية في الوقت الذي أكدت فيه موسكو أن السوق هي من يحدد السعر وليست إملاءات دول بعينها.
الوكالة قالت في تقرير لها إن المحادثات بين دول الاتحاد الأوروبي حول تحديد السقف , وهي المبادرة التي اقترحتها مجموعة الدول السبع الكبرى, وصلت أمس إلى طريق مسدود مشيرة إلى أن المحادثات ستستأنف حول هذه المسألة مساء اليوم أو غداً الجمعة.
بلومبرغ أضافت أن ممثلي دول الاتحاد الأوربي، البالغ عددها 27 ، لم يتفقوا على مستوى سقف سعر البرميل الروسي إذ تبين أن المستوى المقترح في حدود 65 إلى 70 دولارا للبرميل منخفض جدا بالنسبة للبعض ومرتفع للغاية لآخرين.
وكان وزراء مالية دول مجموعة السبع “بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا واليابان” أعلنوا في أيلول الماضي عزمهم فرض قيود على سعر النفط الروسي كجزء من العقوبات المفروضة على موسكو لتقليل عائداتها وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها أن بلاده لن تبيع منتجاتها النفطية إذا كان ذلك يتعارض مع مصالحها الخاصة بينما جدد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قبل أيام تعهد موسكو بعدم تصدير النفط لأي دولة تضع حدا أقصى على أسعار نفطها.
ومن المقرر أن يتم تطبيق السقف السعري للنفط في الخامس من كانون الأول 2022 وبالنسة للمنتجات النفطية في الخامس من شباط عام 2023.
نوفاك قال خلال مشاركته في منتدى “أسبوع الطاقة الروسي” في موسكو اليوم تعليقا على مقترح واشنطن فرض سقف لسعر برميل النفط الروسي عند 60 دولاراً: “يمكن قول أي شيء ولكن السعر يجب أن تقرره السوق بناء على توازن العرض والطلب”.
المسؤول الروسي شدد من جديد على أن موسكو لن تورد نفطها إلى تلك البلدان التي تفرض سقفا سعرياً لأن هذه سابقة سيئة للغاية ويمكن أن تنطبق في أي وقت ليس فقط على روسيا، ولكن أيضًا على الموردين الآخرين في الأسواق العالمية، وعلى أي سلعة”.
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها مؤخرا إن موجة من الاستياء تسود بين دول الاتحاد الأوروبي بسبب نيته فرض سقف لسعر الغاز الروسي مشيرة الى أن ممثلي الدول المؤيدة للقيود ضد موسكو يعتبرون الخطة المعلنة غير ناجحة وأن فرض سقف لسعر الغاز لن ينهي مشاكل الوقود في أوروبا بل سيعود بنتائج عكسية وخيمة على السوق.
وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو أعلن خلال مشاركته في المؤتمر الدولي لوكالة الطاقة الذرية في واشنطن بأن بلاده لا تؤيد مقترح تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي، لما له من تداعيات سلبية على إمدادات الغاز للأسواق الأوروبية وارتفاع أسعاره كما اعتبر وزير الخزانة الأمريكي السابق ستيف منوشين أن خطة دول مجموعة السبع لفرض سقف لأسعار النفط الروسي “غير واقعية بل وفكرة سخيفة”.
وكانت “بلومبيرغ” كتبت في وقت سابق أن الغرب ومن خلال سعيه لوضع سقف لأسعار نفط روسيا أظهر ضعفه لأنه يعتمد على مواردها من الطاقة وقالت “لسوء الحظ يمكن اعتبار السقف السعري للنفط علامة ضعف أكثر من كونه دليل قوة كما يشير الحد الأقصى للأسعار إلى مدى حاجة الغرب لإمدادات النفط وما هي الحيل الاقتصادية والدبلوماسية التي يمكن للغرب القيام بها للحصول على النفط الروسي”.
الوكالة حذرت من أنه إذا تبين أن سقف السعر منخفض للغاية واختفى الذهب الأسود الروسي من الأسواق العالمية تماما، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الركود في الاقتصاد العالمي.
