حضر العالم إلى قطر بكل فعالياته وجنسياته، وحضرت معه فلسطين من قلب الحدث بقوة، كما حضر بدوره الكيان الصهيوني في المونديال الرياضي العالمي متجلببا باتفاقيات أبراهام، ومتوهما أنه سيحصد نتائج إرهابه وإجرامه ضد العرب خلال عشرات السنين، قبولا واحتضانا.
إلا أن الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يطمسها أو يتجاهلها عبرت عن نفسها بشكل أكثر من واضح، أن فلسطين العربية لأهلها وليس للصهاينة، وأن الاحتلال مهما حاول الغرب المد بعمره ودعمه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، فهو لا محال سيزول وستعود الحقوق إلى أصحابها كاملة دون نقصان.
هذه الحقيقة “شربها الصهيوني شربا” في قطر، وبشهادة صحفييه وإعلامييه الذين دفع بهم بكثرة إلى الدوحة بحجة تغطية مباريات كأس العالم لجس نبض الشارع العربي بعد موجة التطبيع المجاني الذي قامت به بعض الأنظمة العربية في الفترة الأخيرة، الأمر الذي جعل حكام الكيان الصهيوني يتوهمون أنهم أصبحوا من نسيج المنطقة، ولكن الرد جاء سريعاً من الجماهير العربية لتعلن من وسط الحدث الرياضي العالمي الانتصار لفلسطين والقدس والأقصى ولكل الحقوق العربية، مؤكدة أن فلسطين عربية وستبقى إلى أبد الآبدين، وأن “إسرائيل” لا وجود لها في القاموس الشعبي العربي، وذلك بالتوازي مع الرد المزلزل الذي يقوم به كل يوم الشباب الفلسطيني المقاوم من قلب الأرض المحتلة.
وفي هذا السياق تكتمل الصورة الحقيقية لكل المشهد العربي أمام المستوطن الإسرائيلي الذي ضلله حكامه طيلة العقود الماضية وخاصة بعد اتفاقيات التطبيع الأخيرة، فهو يقف اليوم موقف المصدوم مما يرى ويشاهد على شاشات التلفزة الإسرائيلية والشاشات العالمية من موقف عربي موحد وثابت تجاه القضية الفلسطينية عبر عنه المواطنون العرب المواكبون للمونديال الذين يرفضون التطبيع والاستسلام والاحتلال من أساسه، وعليه لم يبق أمام هذا المستوطن الآتي من كل أصقاع الأرض إلا العودة إلى موطنه الأصلي، وترك الأراضي المحتلة لأصحابها الأصليين.
السابق