الثورة – ميساء الجردي
تضمن المؤتمر الوطني الـ 26 للجودة الذي تقيمه الجمعية العلمية السورية للجودة، محوراً خاصاً حول إدارة الجودة في المؤسسات التعليمية بالتشابك مع محور إدارة الجودة في القطاع الصناعي والبنكي، وذلك انطلاقا من احتياجات سوق العمل إلى مخرجات التعليم العالي كما ونوعا ضمن آليات القياس والتقويم، وعلاقة هذه المخرجات بالتنمية وآليات تنفيذ ذلك على أرض الواقع.
الدكتور خليل عجمي رئيس الجامعة الافتراضية السورية بين أن كل ما تم التحدث حوله في المؤتمر، لابد أن يبنى على أساس الاقتصاد القائم على المعرفة، والتعليم العالي هو أحد الركائز الأساسية في أي تطور حالي ومستقبلي. الأمر الذي يتطلب تطوير منظومة التعليم من خلال خريطة الطريق التي تمكننا من الوصول إلى تعليم بجودة عالية، يؤدي إلى اقتصاد متكامل بجودة عالية بكل مكوناته الصناعية والزراعية والعلمية وغيرها.
وأكد العجمي أن خريطة الطريق الخاصة بالتعليم العالي تحتاج إلى تعديلات تشريعية وتمويل وخطط وحوكمة وترشيد والكثير من النقاط الداعمة، التي نمتلك بعضها، إلا أنها لابد أن تكون متكاملة. مشيرا إلى ضرورة وجود مشروع وطني متكامل لتطوير التعليم لأنه لا يمكن تطوير التعليم بمكون واحد دون تطوير باقي المكونات, لا يمكن الحديث عن محتوى تعليمي دون تطوير جودة الأداء لدى الأساتذة، وكذلك تحويل التعليم إلى تعليم شبه رقمي. وعليه يمكن القول إن الاقتصاد يسير بطريقه الصحيح وأن الصناعة قائمة على المعرفة التي سيقدمها التعليم العالي بكل اختصاصاته وكذلك التعليم المهني والتقاني.
الدكتورة دانيا زين العابدين عميدة إدارة الأعمال بجامعة المنارة تحدثت حول أنظمة إدارة الجودة في المؤسسات التعليمية وفقا لمتطلبات المواصفة الدولية ISO 21001 مشيرة إلى تجربة جامعة المنارة التي كانت سباقة للحصول على شهادات ISO 9001 التي حصلت عليها العام الماضي في المجال الإداري، وكذلك الوصول إلى شهادة ISO 21001 للعام الحالي في نظام إدارة المؤسسات التعليمية.
وأشارت زين العابدين إلى دور المخرجات الجامعية الجيدة في تغذية سوق العمل، وكلما كانت هذه المخرجات تتمتع بالجودة فإن سوق العمل والقطاعات الأخرى ستكون غنية بما تقدمه من منتجات عالية القيمة وفقا للمقاييس العالمية. مشيرة إلى ضرورة الانتباه إلى متطلبات التعليم العالي لرفع الجودة في جميع الاختصاصات.
الدكتور مصطفى الأغبر من مركز دراسات البحوث العلمية تحدث حول دور الدراسات البحثية في دعم البنية التحتية للجودة وأهميتها في تفعيل منظومة الإبداع والتطوير والإنتاج, لافتا إلى كيفية الاستفادة من الإمكانيات الموجودة حاليا وكيف يمكن استغلال ما هو متوفر والبحث عن النواقص لكي نصل إلى بنية تحتية للجودة تحقق متطلبات التنمية الاقتصادية من ناحية الصحة والسلامة البيئية والمحافظة على الموارد. وبنفس الوقت إمكانية الوصول إلى المنافسة في الأسواق التي نطمح بالدخول إليها.
وسيم غبرة أمين سر الجمعية العلمية للجودة بين أن المؤتمر تناول ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بالصناعة والتعليم والمحور المصرفي لكون جميع هذه المحاور تتشابك مع بعضها البعض للوصول الى الطور المطلوب والقائم على أساس المعرفة.
وأكد الغبرة إلى أن هناك حاجة ماسة لتطوير هذه المحاور الثلاثة مع الاهتمام بتطوير التعليم كداعم أساسي لجودة الصناعة وتقدمها من خلال مخرجاته ومن خلال الأبحاث التي ينتجها في دعم المجال الصناعي. ومن هذا المنطلق كان هناك تركيز على مشاركة بعض الجامعات والجهات العلمية والبحثية في المؤتمر.
فراس بارود مدير شركة تالا لتنظيم المؤتمرات والمعارض أكد على أن المؤتمر من خلال محاوره الثلاثة وخاصة محور التعليم، يشكل فرصة للبحث عن المستقبل الذي نريده لسورية وخاصة أن عملية البناء تنطلق من جديد.
