دق قرار رئيس مجلس الوزراء أمس الأول القاضي بتخفيض مخصصات الوقود للآليات الحكومية ناقوس الخطر تجاه واقع المحروقات خلال الفترة المقبلة والشتاء الحالي، مما يشير أن صعوبات سوف نتعرض لها مستقبلاً لتجعل الاحتمالات مفتوحة من بابها الواسع…
الخبر الرسمي أكد أنه وفي إطار استجابة الحكومة للظروف التي يشهدها سوق المشتقات النفطية بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على البلد، وبسبب الظروف التي أخرت وصول توريدات النفط والمشتقات النفطية ولاحقاً للتخفيضات المسبقة على مخصصات الآليات الحكومية من المشتقات النفطية، أصدر رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس بلاغاً طلب فيه من الجهات العامة اتخاذ الإجراءات التالية حتى نهاية العام الحالي والتي تضمنت تخفيض الكميات المخصصة من مادتي البنزين والمازوت للسيارات السياحية (مخصصة، خدمة) بنسبة 40% من الكميات المخصصة حالياً لكل سيارة، ما عدا وسائط النقل الجماعي إضافة إلى عدم منح مهمات السفر التي يترتب عليها صرف محروقات بالنسبة للسيارات المذكورة في هذا البلاغ إلا للأسباب الضرورية والملحة باقتراح من الوزير وموافقة مسبقة من رئيس مجلس الوزراء.
البلاغ الصادر سيؤثر على واقع الخدمات التي تقدمها الجهات العامة خاصة أنه لم يستثن الآليات المخصصة للخدمة والمبيت لكننا مجمعين أن الأولوية هي للنقل الجماعي والمنشآت الحيوية كالمخابز والمشافي ولصالح وزارات الدفاع والداخلية والزراعة، وعليه نستطيع الجزم بصوابية القرار أو الإجراء، إلا أن المشكلة تكمن في تبعات الحالة بشكل عام وأقصد هنا واقع المحروقات عموماً وأعتقد أنه يوم أمس قد بدأت هذه التبعات من نقص شديد في مادتي البنزين والمازوت في مختلف المحافظات مع ارتفاع كبير في أسعار المادتين في السوق السوداء لتصل إلى حد لم تصل له من قبل وهنا بيت القصيد…
ماجرى ينذر بالخطر تجاه الأسعار بالنسبة لمختلف الخدمات والبضائع والسلع فحوامل الطاقة تدخل في تسعير كل شيء ناهيك عن استخدامها في المولدات الكهربائية التي أصبحت أكثر استخداماً في ظل تراجع القدرة التوليدية للشبكة الكهربائية مؤخراً لنجد أننا على أبواب أزمة خانقة بشكل عام…
الأمل موجود ولكن ضعيف، الأمر الذي يقتضي من الحكومة والجهات التابعة لها تدخلاً من نوع خاص وربما تشكيل غرفة عمليات لمتابعة سير العمل في مختلف القطاعات خاصةً تلك التي تندرج في أولويات الخدمة العامة وهذا الأمر لم يلاحظ حتى اللحظة ومازالت الفرصة متاحة لاتخاذه…