جلسات المتابعة.. ظاهرة جديدة تلقي بأعباء إضافية على الأهل

 

الثورة – حسين صقر:

” غيّر أو بدّل له اسمه واحضره لي”، هكذا تغدو تقاليد الأعمال هذه الأيام، أينما حللنا وكيفما توجهنا، لكن أن يطول الأمر السلك التربوي في كل مرة، فهذا هو المؤسف بالأمر.
فمن الدروس الخصوصية التي أصبحت أمراً حتمياً تلجأ إليه معظم الأسر، لرفع عبء متابعة أبنائها أكاديمياً، ومساعدتهم على المذاكرة والتحضير، إلى ما يسمى جلسات أو دروس المتابعة لمن هم في المراحل التعليمية الأولى وحلقات التعليم الأساسي، حتى بدت تلك الظاهرة تخلق لدى الأبناء الاتكالية، وعدم المبادرة والتفكير، والخمول العقلي، وقد تنتقل هذه العادة المدمرة معهم إلى المراحل الأعلى من الدراسة، وبذلك يحملون أسرهم أعباء إضافية، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه المدرسة هي الأساس، وما يحصل عليه التلميذ في الصف يكفيه مع بعض المتابعة مع الأهل وليس مع مدرسين يستقدمونهم أو يرسلون أبناءهم إليهم لتلك الغاية.
بعض التربويين يقولون: إن أسباب اللجوء لمثل هذه الدروس، تتوزع على الطالب وأسرته والمعلم والمدرسة، ومن بينها، بعض الصعوبة في المناهج، مقارنة بما درسه الأهل سابقاً، وضعف مستوى بعض التلاميذ في بعض المواد، وكثرة غيابه، وعدم انتظامه في حضور الحصص الدراسية، والاهتمام بالأنشطة على حساب المادة العلمية، إضافة إلى ضعف مستوى بعض المعلمين، وانشغال الكثير منهم بالأعباء الإدارية، وتدني رواتبهم، واضطرارهم إلى التشجيع على تلقي تلك الجلسات لتحسين دخلهم المتدني ومواجهة أعباء الحياة المعيشية.
“الثورة” التقت مع بعض الفعاليات وتواصلت مع البعض الآخر، وكان السؤال: كيف ننقذ أبناءنا من هذه الظاهرة التي تتفاقم يوماً بعد آخر، مع أن التربية استحدثت برامج ووسائل تربوية بديلة لإقناع أولياء الأمور بالعزوف عن هذه العادة.
* أعباء مادية
وتؤكد ثناء عليان وهي ولية أمر، أن دروس المتابعة مرهقة مالياً، وتعد عبئاً على ميزانية الأسرة، ولكن ضعف المستوى التعليمي وعدم قدرة الطفل على استيعاب ما يحصل عليه في الصف تدفع الأهل للبحث عمن يساعد ذلك الطفل ويغني معارفه، وأشارت أن معظم الأسر تجد صعوبة في مساعدة أبنائها، وتحتاج إلى مدرسين.
من ناحيته نوه سعد جاسم أن ظاهرة دروس المتابعة هي نفسها ظاهرة الدروس الخصوصية، ولكن الأخيرة قد تنطبق على مراحل تعليمية أعلى من الثالث الإعدادي وما فوق، لأنه لا فرق بين الأمرين، فكلاهما تضطر للجوء للمدرس لتعويض بعض النقص الموجود لدى الطالب سواء أكان طفلاً أم كبيراً، وأشار إلى أن هذه الظواهر تستفحل وتتزايد قبيل بدء الامتحانات وأثناءها، ويتنافس المدرسون بأسعار تلك الجلسات، حيث يصل سعر الحصة الدراسية إلى قرابة عشرة آلاف ليرة، وأحياناً يتفق الأهل مع المدرس على أجر شهري.

* دورات رمزية
بدوره تمنى كل من أحمد الحسن و خميس المعلم وممدوح معلا، وهم أولياء أمور على الإدارات المدرسية في التربية بأخذ زمام المبادرة، واستحداث برامج تقوية على مدار العام، لدعم الأطفال الذين يحتاجون إلى دروس تقوية أو متابعة في بعض المواد الدراسية، مقابل مبلغ رمزي للمعلمين، على أن يختاروا مدرسين كفوئين لهذه المهمة.
* بين مستوى المناهج وثقافة الأهل فرق كبير
وقالت سهير الشاطر ومنال خلوف وروان سعد الدين: إن معظم الأُسر تلجأ إلى جلسات المتابعة لترتاح من هموم أطفالها الدراسية، ولا سيما إذا كان وضعهم المادي يسمح بذلك، ومنهم لا تتناسب معرفته العلمية وثقافته مع مستوى المناهج، ويعدون اللجوء لذلك طريقة مثلى للتخفيف من عبء متابعة أولياء الأمور لأبنائهم من صغار السن حيث يعيش الآباء في دوامة بين أداء مهامهم الوظيفية، ومتابعة أبنائهم، كما توجد أمهات لا تتمتع بمستوى تعليمي يمكنها من متابعة دراسة أبنائها لأن مستوى تعليمهن لا يتناسب مع المنهاج، فضلاً عن أن بعضهن موظفات أيضاً.
وألقت هؤلاء باللوم على بعض المدرسين الذين لا يمتلكون مهارات تعليمية ومعلومات حسب المستوى المطلوب، يحققون للتلاميذ ما هو ضروري لتحسين معارفهم.
* ترويج لتلك الدروس
من جهتها سلمى علي مدرّسة ابتدائي قالت: إن الإعلانات التي تروّج للدروس الخصوصية والمتابعة في جميع المواد الدراسية، تملأ مواقع التواصل الاجتماعي مع أرقام مدرسين مجهولين، محذرة من خطورة التجاوب مع هؤلاء الذين قد يشكلون خطراً على الأبناء، لأن الطالب سوف يصبح بحالة شرود دائم في الصف، لكونه يعلم أن هناك من ينتظره في المنزل وقد يعوضه عما نقصه، في الوقت الذي أصبح مجال المتابعة عمل من ليس له عملاً.
على حين لفت هاني صالحة مدرس لغة عربية أن لكل شيء إيجابياته وسلبياته، وتلك الدروس، تجعل الطالب لايهتم بالحصة الدرسية لاعتماده على جلسات المتابعة، ولا ينتبه لشرح المدرس، منوهاً أنه من أسباب اللجوء لذلك رغبة الأهل بإزاحة هموم أبنائهم على غيرهم، ما شكل عبئاً معنوياً على بعض الأهل ممن لا يمتلكون مصاريف تلك الجلسات، وأحدثت فارقاً بينهم وبين زملائهم.

آخر الأخبار
د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق محافظ درعا يتفقد امتحانات المعهد الفندقي