أصبحنا نفاجأ يومياً بمظاهر غريبة على مجتمعنا في الوقت الذي يجدها البعض أمراً طبيعياً بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الحرب الإرهابية التي شنت علينا، لنصبح أمام سؤال مهم.
هل بتنا أمام واقع اجتماعي مرير؟!
الإجابة ليست سهلة أو بسيطة، وخاصةً أن الظروف المحيطة لم تحدث سابقاً بالنسبة لأي دولة أو مجتمع كما أن واقع الحال يؤكد أن لكل مجتمع خصوصية لها علاقة بالبيئة والتربية والعادات والتقاليد الموروثة كما أن وجهات النظر حول ما يجري، وما نعاني منه مختلفة وهو أمر عملت الحرب والأعداء على ترسيخه بقسوة حتى وصلنا لمخاوف الشهيد ناجي العلي والذي قال يوماً… أخشى ما أخشاه أن نصل لمرحلة تصبح فيه الخيانة وجهة نظر….
من الهام والضروري أن نصل بداية لوجهة نظر مشتركة أو أقله نقطة اتفاق للمضي قدماً نحو المستقبل وإيجاد الحلول وفق الواقع المحيط والتحديات القائمة للتأقلم وضمان الاستمرارية لتجاوز حالة الاختناق الطويلة وفق ما يتضح.
ما يجري اليوم من أزمة خدمية بحاجة لحلول لا تقع مسؤوليتها فقط على عاتق الدولة ووجهة النظر التي تدعو للتغيير بحجة عدم قدرة الجهات المعنية في الحكومة حالياً على إيجاد الحلول ليست صحيحة أو مجدية في ظل بقاء الظروف المحيطة على ماهي عليه فتغيير الأشخاص لن يغير الواقع.
من جانب آخر ليس معقول أن تقف الجهات المعنية برمتها موقف العاجز تجاه مواطنيها وهي المعنية والمسؤولية عن تأمين حاجاتهم حتى بأضعف الإيمان تقديم أفق وأمل أن القادم سيكون أفضل ومطمئن مستقبلاً…
هناك مسؤولية مجتمعية أيضاً تقع على عاتق رجال الأعمال وأصحاب الأموال أو بمعنى أصح المتيسرين مادياً ليبرهنوا وطنيتهم أو ربما إنسانيتهم تجاه إخوتهم من أصحاب المعاناة واليوم يعدّ فرصة حقيقية للعمل الخيري الاجتماعي بعيداً عن محاولات الاستعراض والموقف السلبي والرمادي…
كل ما تقدم سيذهب أدراج الرياح إن لم نجلس جميعاً ونتحدث ونناقش ونفكر بصوت عالٍ لتجاوز المرحلة التي يراها البعض الأصعب، وهذا أمر غير دقيق فما مررنا فيه وتجاوزنا من مخاطر أصعب بكثير وأخطر، وكلنا أمل أن الواقع سيصبح أفضل والمستقبل أجمل.