الثورة – نوار حيدر:
ضمن إصدارات اتحاد الكتاب العرب، صدر عدد جديد لجريدة الأسبوع الأدبي (١٧٩٨)، تناول العدد جملة من القراءات والقضايا الثقافية والأدبية، وباقة القصص والقصائد الشعرية، كما أضاء على عدد من نشاطات اتحاد الكتاب العرب.
جاءت الافتتاحية بقلم د. محمد الحوراني بعنوان “محمد الحريري… صياد القوافي متلاف النقود” كتب فيها: محمد الحريري المولود في حماة عام ١٩٢٢ والراحل إلى الأبدية بعد ثمانية وخمسين قهراً وجوهاً وتعطشاً للخلود. جده مفتي حماة، لكن الحفيد لم يكن سرّ جده. إذ اختط درباً لم يعانده كثيراً، فانحاز إلى اللذات ينهل ما يقدر عليه ليغدو صياد القوافي وخير من نظم القصائد بعدما ظهرت موهبته الشعرية في سن مبكرة.
نشر ما استطاع في ثلاثينيات القرن العشرين وما بعد، كان حليفاً وصديقاً وفياً للفقر، على الرغم مما كان يمكن له أن يبعد عنه شبح الفاقة، وذل الجوع، لم يكن الحريري ليقف عند فقره ويمسك يده، بل كان كلما توفر له المال أنفقه على وجه السرعة كأن بينهما عداوة وقطع صلة رحم. مع ذلك لم يشك ولم يتردد في أن يكون كغيره من شعراء العربية الأوائل متلافاً وقوراً.
وقف الحريري مع مناضلي العالم الأحرار في قرن هو قرن التحرر والكفاح الوطني، كذلك كانت حياته الأقرب إلى رحلة شوق ليدرك الأمن والسعادة، في عالم تتهدده الأخطار من كل اتجاه، رحلة لم تأت له إلا بالغم والهم والألم الكظيم…
تحت عنوان “الدولة القطرية بين واقع التجزئة والطموح النهضوي” كتب د.عدنان عويّد: ما سأقوله ليس من منطلق إيماني المطلق به.. فأنا من الذين يؤمنون بالقومية العربية. وبأنها مشروع إنساني متحرر محرر كافر بالاستعمار والاستغلال وكل أنواع التمييز العنصري والعرقي..
أما معطى التجزئة والدولة القطرية التي أصبحت واقعاً ملموساً في زمننا الملموس، تفرض علينا هذه الواقعية الإقرار بهذه الدولة التي لها أرض وشعب وحكومة وعلم ونقد واعتراف رسمي من الهيئات والمحافل الدولية، وإن أول قضية في مضمون هذا الإقرار بهذه الدولة، هو النظر في كيفية تحقيق كل تلك القضايا التي تهم حياة الفرد والمجتمع والممثلة في حرية الإنسان وعدالته ومساواته والمشاركة في إدارة دولته ولو بالحد الأدنى قبل أن يـُطرح تحقيق المهام الكبرى، إن كان على مستوى مشروع القومية أو الأممية وفقاً للطروحات الأيديولوجية القومية التي تطرحها الأحزاب القومية العربية، أو وفقاً للطروحات أو الأيديولوجيات الأممية، كما تطرحها الأحزاب الإسلامية أو الشيوعية؟.
كتب سامر الشعري تحت عنوان “لغة الحوار الواقعية عند حنا مينه”.. لا شك أن لغة الحوار في القصة والرواية من أهم الأسباب التي تدفع القارئ إلى قراءتها أو الإمساك بها. ولعل مينه من أبرز الروائيين العرب الذين قربوا وقاربوا بين لغة الشارع -اللهجة العامية- وبين العربية الفصحى، ليخرجوا بحوار حي فصيح يؤدي الدور المطلوب فهو ينتقل ببراعة من لغة عالية التعبير الفني شاعرية المبنى والمعنى في السرد، إلى لغة تعادل موضوعياً وتنسجم مع الشخصية التي يتحدث عنها صاحب الحوار. فالسجن كمكان له حيز واسع في كثير من روايات وقصص مينه، فهو ابن الحياة وابن الواقع، والسجن جزء من هذه الحياة، وبالتالي جزء من هذه الأعمال الأدبية، ففي قصة “الكاتب” يتناول حياة الموقوفين من خلال قصة كاتب تم توقيفه، ويلاحظ الباحث أن مينه نقل لغة السجناء بأمانة وموضوعية…
تحت عنوان “متحف بيرغامون في برلين” كتب د.مصطفى العبدالله الكفري – برلين : يحتوي متحف بيرغامون في برلين على كنوز ثمينة وعمارة خالدة وأعمال فنية تتميز جميعها بالتفرد، وتغطي فترة تمتد إلى ٦٠٠٠ عام من تاريخ البشرية، حتى أن المتحف ذاته مدرج على لائحة الإرث الثقافي العالمي لمنظمة اليونسكو، إضافة إلى خمسة متاحف أخرى في جزيرة المتاحف في برلين، ويعد من أهم المعالم السياحية، والذي يضم آثاراً تاريخية وفنية تعود إلى قبل أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. تم إنشاء متحف بيرغامون في عام ١٨٩٩م، وسمي نسبة إلى تاجر الفنون والتحف هاينس بيرغامون، إذ يتألف هذا المتحف من ثلاثة أجنحة تحوي أشهر المعروضات من مختلف الحضارات البابلية والآشورية والأوروكية، إضافة إلى بعض الأعمال الفنية المعاصرة لأشهر الفنانين مثل بيكاسو وماتيس.
وهنا سوف تجد إعادة بناء رائعة للمباني التاريخية، وتشمل هذه مذبح بيرغامون، الذي أعطى المتحف اسمه، وبوابة عشتار العريقة التي تعد أول البوابات في تاريخ البشرية والطريق الرئيس لمدينة بابل، كلها كانت منقولة من موقعها بين النهرين إلى المتحف، إضافة إلى الرسومات والكتابات المسمارية فوق ألواح الطين. ويعد متحف بيرغامون أقدم متحف مخصص للفن الإسلامي، وأكبرها مساحة في أوروبا وأمريكا، ويضم ٩٣٠٠٠ تحفة أثرية للفن الإسلامي.