عاد الموز الى الواجهة.. وقد لا تمر في شارع إلا وترى عدة بسطات تعلن المنافسة العلنية في بيع الموز .. هذا يعلنه بـ 7000 ل.س … بينما الثاني الذي لا يبعد عنه إلا أمتار معدودة يبيعه بـ6000 …!!!
عجيب منطق السوق وغريب الذي يحصل به من تناقضات مشبوهة تجعلك تذهب “جبراً” نحو التشكيك بالنيات..!!
منذ أقل من شهر كان الموز حلماً بعيد المنال عن الأفواه… حيث كان الكيلو غرام الواحد يباع بأكثر من 22000 ل.س..!!!
ما الذي حصل حتى هبط سعر الموز بهذه الطريقة؟
هل انخفض سعره عالمياً ..؟
هل هناك ركود في أسواق الموز على مستوى العالم .. ؟ أم إن هناك وراء الأكمة؟ .. وهل استيراده من لبنان هو الذي خفض سعره؟
المنطق يقول إن أسعار الموز يجب أن تنخفض في الصيف بسبب الحرارة وبالتالي تعرضه للتلف .. بينما في فصل الشتاء يجب أن يرتفع …!!
ثم إن هناك حلقة مفقودة .. بمعنى التاجر أو المستورد “الحصري” عندما يبيع الموز الآن بـ6000 ل.س أكيد يحقق ربحاً … علماً أن المستورد يبيعه بنصف القيمة أي بـ3000 بالجملة حتى يصل إلى تجار المفرق والبسطات بـ6000ل.س “كون حلقات الوساطة لها نصيبها من الكعكة”..!!
السؤال المحير كم كان يربح المستورد أو التاجر عندما كان يباع الموز بـ22000 ل.س ؟
وأين الرقابة التموينية أو لجنة التسعير في وزارة التموين؟
هذه المعادلة تحدث سنوياً وبالتوقيت نفسه.. أي مع نضوج موسم الحمضيات والتفاح..
من هنا الأمر لا يحتاج إلى كثير من العناء في التفكير… ومن حق المنتج السوري أن تقفز إلى ذهنه العديد من الأفكار…
إذا المشكلة الحقيقية تكمن بالفكر والسلوك .. كما أنها تكمن بالإدارة من خلال شخصيات أو مسؤولين همهم الوحيد تحقيق مكاسب شخصية على حساب المنتج والمواطن في آن..!!
نحن بأمس الحاجة لإدارة أزمة مركبة.. وأهمها على الإطلاق أزمة الأخلاق التي باتت حديث “الأزقة”..