يأتي الاحتفاء بيوم اللغة العربية والعالم العربي يعيش حالة من الشرذمة السياسية وتعاني الأمة من فرقة وحروب ومؤامرات وويلات تفرضها دول الإمبريالية والصهيونية العالمية التي تجد في العرب ولغتهم وأمتهم إذا ما توحدت أكبر تهديد.
هواجس اللغة العربية في وجدان الشعوب العربية والمفكرين والعلماء وبعض القادة تقفز إلى الواجهة، وتمكين اللغة العربية لديهم هو المعادل الموضوعي للهوية التي تواجه طوفان العولمة والأمركة الثقافي الذي اجتاح الأمة ويهدّد حضورها.
يقول السيد الرئيس بشار الأسد: ” يريدوننا من دون ذاكرة، ومن دون هويّة لكي يحدّدوا لنا دورنا ويرسموا لنا مستقبلنا”.
ولغتنا العربية التي تميزت بكونها اللغة الكنعانية الأم التي تفرعت عنها اللغات، والتي حفظت تاريخ البشرية، وشرّفها الله حين اختارها لغة القرآن الكريم هي لغة الأمة العربية الرسمية المعبّرة عن هويتنا وقوميتنا وحضورنا الفكري والثقافي، وبالتالي تتعرض لحروب عالمية منذ الأزل، مرة بالتهويد وتالياً بالتتريك وليس أخيراً بالاستعمار و”التدعيش”.
تمكين اللغة العربية في سورية يأخذ حيّزاً لابأس به من حياة السوريين فمنذ انطلاقتها النهضوية بقيت أنموذجاً في نقل العلوم المعاصرة فعربّت مناهج التعليم العالي في الطبّ والهندسة ومختلف العلوم، وتسعى الحكومات المتعاقبة على إيجاد مرادفات لكلّ الأسماء المتصلة بالعلوم لأنّ العربية ولّادة ومطواعة وليّنة ولها القدرة على هضم جميع اللغات.
يبقى أن نستمرّ في تمكين عربيّتنا والحفاظ عليها مع كلّ جيل لأنها الحصن الحصين للأمة العربية وهويتها وذاكرتها ووجدانها ومستقبلها…