احتفالاً بأعياد الميلاد ورأس السنة انطلقت مساء اليوم فعاليات سوق الميلاد الذي تقيمه الشركة السورية للحرف على أرض مدينة المعارض القديمة بدمشق، بمشاركة 70 حرفياً ومنتجاً من مختلف المحافظات السورية.
ويرافق السوق الذي يقام على مدار 15 يوماً فقرات فنية وتسالِ وعروض وحفلات خاصة بالأطفال والكبار، إضافة إلى سحوبات لتوزيع الهدايا، كما سيتم عرض نهائي المونديال في المعرض من خلال شاشة كبيرة.
وزيرة الدولة لشؤون تنمية المنطقة الجنوبية الدكتورة ديالا بركات أوضحت في تصريح صحفي أن السوق يجمع العديد من الحرف اليدوية التراثية ضمن بيوت خشبية بهدف توثيقها ودعمها، كما أنه فرصة للمواطنين لزيارته والتمتع بأجوائه وشراء منتجات طبيعية بأسعار مقبولة.
وفي تصريح مماثل بين محافظ دمشق المهندس طارق كريشاتي أن المعرض يشكل فرصة مهمة للحرفيين للإضاءة على منتجاتهم والتعريف بها وتسويقها، لكون المنتجات اليدوية مشغولة بدقة وذوق عال تظهر مهارة وإبداع الحرفي السوري منذ مئات السنين وتشكل عنواناً وذاكرة دمشق، وتعبر عن تمسك الحرفيين بالتراث الأصيل والحفاظ عليه من الاندثار، مشيراً إلى أن إضاءة شجرة
الميلاد هي بمثابة رسالة محبة وسلام وتأكيد على تعزيز أواصر الأخوة بين أبناء المجتمع السوري ولرسم الفرح والابتسامة على وجوه الأطفال.
المصممة المعمارية في الشركة السورية للحرف غنى أبو الشامات بينت أن هذا السوق عبارة عن مجموعة من الأكواخ تنتشر على أرض مدينة المعارض بطريقة جاذبة تشبه القرية الصغيرة، تشمل منتجات يدوية وحرفية وغذائية وألبسة وإكسسوارات وأغطية وشالات وغيرها تضم أكثر من 70 حرفياً ومنتجاً، لافتة إلى أن المشاريع التي هي في طور التأسيس قدم لهم الدعم للمشاركة في السوق بشكل مجاني.
الحرفيون المشاركون في السوق أوضحوا لمراسلة سانا أن السوق يشكل فرصة لهم للتعريف بمنتجاتهم وفتح مجال أوسع لتسويقها، معتبرين أن التواصل مع الزبائن بشكل مباشر يساعدهم على التعريف بالمنتج ومزاياه.
منتجات العسل ودبس الرمان والخرنوب وزيت الزيتون وماء الورد لها مكانة خاصة في المعرض، لكونها منتجات طبيعية مئة بالمئة وذات جودة عالية صنعت بأياد ماهرة وفق الحرفي ناصر حاطوم من محافظة اللاذقية، لافتا إلى أن الشركة السورية للحرف كانت الداعم الأول لتطوير وتسويق منتجاته، ولا سيما العسل.
كارين مسعود من دمشق بينت أنها تمكنت من تأسيس مشروعها الخاص القائم على الشك والتطريز اليدوي وصناعة الإكسسوار حتى بات شركة هدفها دعم الحرف والأيدي العاملة في سورية، فيما بينت ماري زين من اللاذقية أنها تقوم بتصنيع وإنتاج وتسويق كل ما تقوم بزراعته، ما جعل منتجها يطلب بالاسم، لكون المواد الحافظة والملونة لا تدخل فيه.
المطبخ المنزلي بات من المشاريع الرائجة والناجحة في جميع المحافظات، هذا وفق رياض الماهر من مدينة حمص وقال: إنه “أسس مشروعه منذ عامين مع زوجته، تمكن من خلال إعداد مختلف أنواع الطعام والحلويات والمونة المنزلية التي يقوم بتسويقها عبر صفحات الفيس بوك أو من خلال المشاركة في المعارض، هذا ساعدهم على فتح المجال أمامهم للتسويق بشكل أوسع”.
ويتركز مشروع نور أبو حرب على صناعة الإكسسوار من الأحجار الكريمة، مبينة أنها باشرت فيه منذ ست سنوات تقريباً، كان في البداية متواضعاً ومن ثم كبر وتوسع بشكل تدريجي، وأدخلت عليه مواد وأصنافا جديدة جاذبة للزبون.
النول الدمشقي القديم يتواجد في أحد أركان السوق للتعريف بأهميته وعراقة المنتج الذي يخرج منه مع ضرورة الحفاظ على هذه الحرفة التي كانت سفيرة سورية إلى الخارج منذ عصور، هذا ما أوضحه الحرفي منير مسدي، مبيناً أنه يعمل في هذ الحرفة منذ أكثر من خمسين عاماً.