الشّاعر واللغة

الملحق الثقافي- علي حبيب:

الشاعر هو صانع اللغة وباعثها، وإذا لم يكن الشاعر كذلك فلا لغة ولا شعر، وهذا ما عبر عنه جبران خليل جبران في النص التالي:
*أيها الشاعر، أنتَ حياة هذه الحياة وقد هزمتَ عهوداً رغم قسوتها.
*أيها الشاعر، سترشد ذات يوم الأفئدة لذلك مملكتكَ أبدية.
*أيها الشاعر، تحَسَّس إكليلكَ من الأشواك؛ وسترى بأنه يخفي تاج أمجاد نابض بالحياة.
*أول شاعر، اقتضى وضعه المكابدة كثيراً حينما استهزأ ساكنة الكهوف من كلماته المجنونة، كان مستعداً للتنازل طواعية عن قوسه، سِهَامه وردائه من جلد الأسد بل جلّ ما يملك، حتى يستوعب رفاقه بأن غبطته وكذا ولعه بغروب الشمس قد خُلِقا من أجل روحه.
*الشعراء كائنات تعيسة، يظلون دائماً قدر ارتقاء فكرهم صوب الأعلى، محتجزين بين طيات غشاء من الدموع.
*تملأ السماء مصباحي الزيتي، فأضعه عند النافذة كي يرشد الغريب وسط الظلمة.
*أنجزُ مختلف هذه الأشياء، لأني أعيش من خلالها، إذا كَبَّل القدر يديَّ، ومنعني من القيام بذلك، حينها تصبح الموت رغبتي الوحيدة، لأني شاعر، أسعى إلى التمكن من العطاء، وأرفض أن أتلقى.
*الشاعر أب وأمّ اللغة، تقتفي خطواته أينما ذهب وارتحل، حين موته، تبقى تلك اللغة منهارة بجوار قبره، تنتحب يغمرها شعور الضياع، غاية أن يأتي شاعر آخر كي يحييها.
*الشعر سر يسكن الروح، فكيف نذيع مضمونه بواسطة الكلمات؟
*الشعر إدراك حسي للمطلق، فكيف نفسر هذه الحقيقة، لمن يقف إدراكه عند المعطيات الملموسة؟
*الشعر ومضة ونظم وسط الكلمات، بالتالي، ليس غريباً، أن إيثار الأفراد يستسيغ ما يقع تحت تناولهم أي النظم، بدل الوميض البعيد هناك في الفضاء.
*الشعر شعلة داخل القلب بينما البرهنة ترميم للصقيع، لنرى إذن، من بوسعه تحقيق التلاؤم بين الشعلة والثلج؟
*الشعراء صنفان:
مفكر انطوى على شخصية مكتَسبة وثابتة، مقابل شاعر آخر يستلهم، امتلك بدوره سلفاً «ذاتاً» قبل تحوله وجهة الشروع في تمرينه الإنساني.
*التباين بين الذكاء والإلهام في الشعر، مثل التباين بين أظافر حادة تمزق الجسم وكذا شفاه أثيرية تقبِّل وتُشفي جراح الجسد.
*يتألف الماء من الأوكسجين والهيدروجين، بينما الشعر إدراك لمجموع ذلك.
*الشعر تجسيد مقدس لابتسامة وكذا تأوُّه يخنق الدموع، فكر يسكن الروح حيث القلب غداء والنبيذ محبة، الشعر الذي لا يتجلى قط تبعاً لهذه الصيغة، كأنه يسوع كاذب.
*الشعر حكمة تسحر القلب.

العدد 1125 – 20-12-2022

آخر الأخبار
د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق محافظ درعا يتفقد امتحانات المعهد الفندقي