ذواتٌ “ذائبة”..!

حين تستذكر عناوين متنوعة ناقشت ديكتاتورية العصر الحديث (مواقع التواصل الاجتماعي/الانترنت)، بدايةً من مجموعة سوائل زيجموند باومن، وليس انتهاء بكتاب “الإنسان العاري” للكاتبين مارك دوغان وكريستوف لابي، تستحضرك مفارقة تتمثّل بكون أي شخص قليل الحضور في هذا العالم (الذائب/السائل/الرقمي) يبدو أنه متماسك واقعياً.. بمعنى مازال يستمد حقيقة وجوده من عالمه الاجتماعي، الواقعي، الحي، المحيط به.. بينما الآخر المقابل له ذو الحضور الطاغي رقمياً، ربما لا يختلف عنه واقعياً لكن هو أسير صورته (الافتراضية) أكثر..
وبالتالي أصبح فعلياً لديه انعكاس الواقع أهم من الواقع..
لماذا نبحث عن قبول صورتنا أو هيئتنا أو أي شيء نقدّمها على (الانترنت)، لدى جموع الآخرين.. لدى كل تلك التعدادات الرقمية المتمثلة بمسمّى أصدقاء يتم اختزالهم لمجموع “لايكات”..؟
لماذا نبالغ اهتماماً بهذا القبول..؟
هل نحن، فعلاً، ذواتٌ ذائبة في تعدادات (رقمية)..؟
بعض الكتّاب والباحثين ذهبوا أبعد من ذلك، فاستخدموا تعبير (عبيد تقنيين).
ثمة مفارقة شديدة الخطورة.. تبدو من خلال تمسّك بعض من يعتبرون أنفسهم شخصيات “مهمة، مؤثرة، ناجحة، وغيرها من التوصيفات، بعدد المتابعين وبعدد حصد اللايكات والتعليقات..
وكأن الحضور على (السوشال ميديا)، كلّما زاد واتسع كلّما أصبح لدى هؤلاء صك اعتراف بأهميتهم ومدى تأثيرهم.. دون أن يتنبّهوا أن حجم الوهم يكبر أكثر، وأن الوفرة من حولهم لا تعني، قطعاً، دليلاً على فرادتهم أو تميّزهم.
إن كنت صاحب حضور واقعي ما الذي يغريك لتكون صاحب نظيره الافتراضي/الرقمي..
هل بسبب تلك الهوية التي تحدّثت عنها الكاتبة والمحلّلة النفسية إلزا غودار..؟
كل تمظهراتنا على مواقع التواصل تلتقطها غودار بطريقة لافتة عبر كتابها (أنا أوسيلفي إذاً أنا موجود) لتصل إلى خلاصة: هناك “أنا حقيقية” و”أنا افتراضية”، تتراكب الاثنتان فيما أطلقتْ عليه “أنا رقمية”، وهي هوية مركّبة تجتمع فيها أشكال مختلفة من (الأنا)..
وكأننا، وفق ما تراه، أمام عملية إعادة تشكيل الذات..
فهل فعل بسيط/مركّب مثل التقاط “سيلفي” يمكن أن يُفسّر بطريقة غودار على أنه إعادة تشكيل أنفسنا..
والسؤال: ما مقدار الحقيقية والأصالة في هذه الإعادة بعيداً عن تزييف الفلاتر وبرامج تنقية الصور وتجميلها؟.

آخر الأخبار
مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو