يعيش السوريون بكل أطياف نسيجهم الاجتماعي هذه الأيام وعلى امتداد ساحة الوطن أجواء عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وسط فرح ممزوج بألم شديد سببته الحرب القذرة التي تعرضت وتتعرض لها بلدهم وتداعياتها , كما سببه بعض القائمين على جهاتنا العامة والخاصة وتجار الأزمة والحرب الذين أتخموا وأثروا على حساب الشعب دون وازع من أخلاق أو ضمير وبعيداً عن أي حساب أو عقاب حتى الآن.
أجواء الفرح عكستها الكرنفالات التي شهدتها مدننا تحت عناوين وطنية جامعة.. (سورية السلام .. سورية الانتصار.. سورية المحب.. سورية الأمان..الخ)كما عكستها المعايدات واللقاءات والاتصالات التي جرت فيما بين الأصدقاء والجيران والمعارف، إضافة للمعايدات الرائعة التي ضجت بها كافة صفحات التواصل الاجتماعي للأفراد والمؤسسات دون استثناء.
لكن هذا الفرح وياللأسف غير مكتمل أبداً فهو مترافق مع غصة وممزوج بالألم غير المسبوق .. الألم الذي يتشارك به عموم المواطنين خاصة ذوي الدخول المحدودة لأسباب عديدة تبدأ من القضاء على قيمة رواتبهم يوماً بعد آخر ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية بشكل كبير جداً وأكبر من طاقتهم على التحمل ، مروراً بما يسمعوه ويقرؤوه ويلمسوه عن الفساد الذي ينخر بعض وزاراتهم ومؤسساتهم ، وبحالات التقصير والإهمال والترهل الذي يحكم عمل وأداء ومتابعات الكثير من الجهات العامة وينعكس سلباً على حياة أو صحة المواطنين، وليس انتهاء بغياب الكهرباء شبه التام وندرة المحروقات من بنزين ومازوت وغاز وكاز وما سببته وتسببه من ألم نفسي لكبارهم وصغارهم ونسائهم ومن شلل تام لحركتهم وعملهم وإنتاجهم .. ولاقتصادهم الوطني!
وأختم بالقول: إن بلدنا يليق بها الفرح بعيداً عن الألم والمعاناة والمنغصات وعلى أصحاب القرار في الدولة والمجتمع أن يعملوا بقوة وبسرعة للقضاء على أسباب ومسببي الألم والمعاناة ومعاقبة كل من تاجر بدماء شهدائنا وبحياة ومعيشة مواطنينا كائناً من كان.