يغادرنا العام 2022 بعد ساعات، ومازالت المشكلات تزداد والضروريات مفقودة، وبجردة سريعة نجد أن المشكلات الخدمية تبرز قبل الاقتصادية، حيث فقدت الكهرباء بشكل شبه كامل في بدايات العام لتستقر على الوضع السيئ في منتصفه، وتكاد تختفي بشكل كامل في أسابيعه الأخيرة طبعاً بحسب المنطقة، ففي بعض الأحياء يتراوح التقنين بين قطع لمدة نصف ساعة خلال اليوم كلّه مقابل ساعة وصل وثلاث وعشرين ساعة قطع في أحياء أخرى.
أما المياه فهي النقطة البيضاء الوحيدة في ذهن المواطن، إذ لم تشكّل المياه أي مشكلة ولم تدخل ضمن خريطته الذهنية في أولوية الاعتياد على غيابها أو أي عقبة أخرى تتعلق بها، في حين احتل الرغيف حيزاً مهماً في العقد التي أصبحت نفسية ومزمنة لدى المواطن نتيجة الازدحام الشديد على الأفران والهدايا التي وجدت في الكثير من الأرغفة خلال الكثير من الأسابيع.
ولعل السكر والرز والزيت لعبت دوراً مهماً في استنزاف وقت المواطن، حيث وصلت رسائل السورية للتجارة عبر الإعلام في أوقات كثيرة من السنة معلنة توفّر السكر والرز والزيت الحر ليكون الجواب الأوحد في صالات دمشق أن ذرة واحدة منهما أو قطرة من الزيت لم تصل حتى الآن.. لتعاود الرسائل التطمينية حول إحكام آلية التوزيع بالتدفق مجدداً.
والمشتقات النفطية لها قصصها المعروفة في القلة والندرة والانتظار، في حين يسرح ويمرح الآلاف من بائعي المحروقات في الشوارع والأسواق السوداء.. ومن يرد التجربة فليطلب مئة ألف ليتر بسعر السوق السوداء.. وستحضر حالاً.
العام مضى والحصار قائم منذ 11 سنة ونيّف، ولم يعد مقبولاً أن يعتبر هذا الموظف أو ذاك الحصار هو السبب الوحيد، فثمة أسباب أخرى لا بد من رؤيتها وتجاوزها.. لأن المواطن وببساطة وطوال السنوات الإحدى عشرة حافظ على بلاده وصانها، وبالنتيجة على مؤسساتنا إتمام المهمة باجتراح الحلول والأمل معقود على الشرفاء في كل مفاصلها.

السابق
التالي