الملحق الثقافي:
في مافينا تسابيح، وألحان فريده
سوف نزجيها قرابين غناء في يديك
يا مظلاً أملاً عذب الورود
يا غنياً بالآماني والوعود
ما الذي تحمله من أجلنا
ماذا لديك
أعطينا حباً، فبالحب كنوز الخير فينا
تتفجر
وأغانينا ستحضر على الحب وتزهر
وستنهل عطاء
وثراء
وخصوبة
أعطينا حباً فنبني العالم المنهار فينا
من جديد
ونعيد
فرحة الخصب لدنيانا الجديبه
أعطينا أجنحة نفتح بها أفق الصعود
ننطلق من كهفنا المحصور من عزلة-
جدران الحديد
أعطينا نوراً يشق الظلمات المدلهمة
وعلى الخطو إلى ذروة قمة
نجتني منها انتصارات الحياة
وحدي مع الأيام
الصخرة
أنظر هنا
الصخرة السوداء شدت فوق صدري
بسلاسل القدر العتيّ
بسلاسل الزمن الغبيّ
انظر إليها كيف تطحن تحتها
ثمري وزهري
نحتت مع الأيام ذاتي
سحقت مع الدنيا حياتي
دعني فلن نقوى عليها
لن تفك قيود أسرى
سأظل وحدي
ما دام سجاني القضاء
دعني
سأبقى هكذا
لا نور
لا غد
لا رجاء
الصخرة السوداء ما من مهرب
ما من مفرّ
عبثاً أزحزح ثقلها عنّي
بنسياني لنفسي
كم خُضت في
قلب الحياة
وضربت في
كل اتجاه
ألهو
أغني
في ينابيع الشباب
أعط كأسي
وأعبّ في نهمٍ شديد
حتى أغيب عن الوجود
دنيا المباهج كم خدعت
بحضنها ألمي وبؤسي
فهربت من
دنيا شعوري
ورقصت في
نزق الطيور
وأنا أقهقه في جنون، ثم من
أعماق يأسي
يرتج في روحي نداء
ويظلّ يرعد في الخفاء:
لن تهربي
إني هنا
لن تهربي
ما من مفرّ
ويهبّ طيف الصخرة السوداء
ممسوخ الصور
عبثاً أزحزحها
سدى أبغي الهروب
فلا مفر
كم جست في أرض الشقاء
أشتفّ إكسير العزاء
من شقوة السجناء أمثالي
ومن أسرى القدر
فولجت ما بين الجموع
حيث المآسي
والدموع
حيث السياط تؤزّ.. تهوي
فوق قطعان البشر
فوق الظهور العارية
فوق الرقاب العانية
حيث العبيد
مسخّرون
تدافعوا زمراً
زمر
من كلّ منسحق غرق
بالدمع
بالدم
بالعرق
وبقيت التمس العزاء
من الشقاء
ولا مفرّ
فالصخرة السوداء
لعنة
ولدت معي
لتظلّ محنة
بكماء
تلحقني
يتابع ظلّها خطوات عمري
انظر هنا كيف استقرت
في عتوٍ
فوق صدري
دعني
فلن نقوى عليها
لن تفكّ قيود أسرى
ستظلّ روحي
في انقفال
سأظل وحدي
في نضال
وحدي
مع الألم الكبير
مع الزمان
مع القدر
وحدي
وهذي الصخرة السوداء
تطحن
لا مفر
عراء المقاومة في الأرض المحتلة منذ عشرين عامًا.. هدية لقاء في حيفا
على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدورْ
بين الردمِ والشوكِ
وقفتُ وقلتُ للعينين: يا عينين
قفا نبكِ
على أطلالِ من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدارْ
وتنعي من بناها الدارْ
وأنَّ القلبُ منسحقًا
وقال القلب: ما فعلتْ?
بكِ الأيام يا دارُ ؟
وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأي، هل
جاءتك أخبارُ ؟
هنا كانوا
هنا حلموا
هنا رسموا
مشاريع الغدِ الآتي
فأين الحلم والآتي وأين همُ
وأين همُ ؟
ولم ينطق حطام الدارْ
ولم ينطق هناك سوى غيابهمُ
وصمتِ الصَّمتِ، والهجرانْ
***
وكان هناك جمعُ البوم والأشباحْ
غريب الوجه واليد واللسان وكان
يحوّم في حواشيها
يمدُّ أصوله فيها
وكان الآمر الناهي
وكان.. وكانْ..
وغصَّ القلب بالأحزانْ
***
أحبائي
مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ –
الرماديهْ
لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمانْ
بكم، بالأرض، بالإنسانْ
فوا خجلي لو أني جئت ألقاكم –
وجفني راعشٌ مبلولْ
وقلبي يائسٌ مخذولْ
وها أنا يا أحبائي هنا معكمْ
لأقبس منكمُ جمرهْ
لآخذ يا مصابيح الدجى من –
زيتكم قطرهْ
لمصباحي
وها أنا يا أحبائي
إلى يدكم أمد يدي
وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي
وأرفع جبهتي معكم إلى الشمسِ
وها أنتم كصخر جبالنا قوَّهْ
كزهر بلادنا الحلوهْ
فكيف الجرح يسحقني?
وكيف اليأس يسحقني?
وكيف أمامكم أبكي ؟
يمينًا، بعد هذا اليوم لن أبكي!
***
أحبائي حصان الشعب جاوزَ –
كبوة الأمسِ
وهبَّ الشهمُ منتفضًا وراء النهرْ
أصيخوا، ها حصان الشعبِ –
يصهلُ واثق النّهمهْ
ويفلت من حصار النحس والعتمهْ
ويعدو نحو مرفئه على الشمسِ
وتلك مواكب الفرسان ملتمّهْ
تباركه وتفديه
ومن ذوب العقيق ومنْ
دمِ المرجان تسقيهِ
ومن أشلائها علفًا
وفير الفيض تعطيهِ
وتهتف بالحصان الحرّ: عدوًا يا –
حصان الشعبْ
فأنت الرمز والبيرقْ
ونحن وراءك الفيلقْ
ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليان –
والغضبُ
ولن ينداح في الميدان
فوق جباهنا التعبُ
ولن نرتاح، لن نرتاحَ
حتى نطرد الأشباحَ
والغربان والظلمهْ
***
أحبائي مصابيحَ الدجى، يا إخوتي
في الجرحْ…
ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ
يموت هنا ليعطينا
ويعطينا
ويعطينا
على طُرُقاتكم أمضي
وها أنا بين أعينكم
ألملمها وأمسحها دموع الأمس ْ
وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني
وفي أرضي
وأزرع مثلكم عينيَّ
في درب السّنى والشمسْ
العدد 1126 – 3-1-2023