لأنها تؤثر.. تحفيز المبادرات الأهلية لدعم المجالس المحلية

طرطوس – تحقيق فادية مجد
في ظل ما يعانيه المواطن من أزمة في موارد الطاقة والمحروقات، وارتفاع الأسعار الذي شمل كل المناحي المعيشية، لابد من التفكير بحلول إسعافية، يساهم فيها الجميع، من جهات حكومية ومجتمع أهلي (رجال أعمال وتجار) انطلاقاً من كونها مسؤولية أخلاقية ووطنية، وليتجسد بذلك التكافل الاجتماعي واقعاً لا شعارات، وخاصة في هذه الأوقات العصيبة التي نمر فيها من خلال القيام بمبادرات وعلى كل الصعد.
وما مبادرة «نور شارعك» التي تمت الدعوة لها، واستجابت لها جهات عدة كمديرية الأوقاف وغرفة تجارة وصناعة طرطوس وأصحاب أيادٍ بيضاء إلا بداية لإنارة شوارع وكورنيش طرطوس وسوقها التجاري وغيرها من الأماكن …. فهل ستتوسع دائرة التكافل الاجتماعي بشكل أكبر لنشهد المزيد في مناطق أخرى من محافظة طرطوس ومبادرات في مجالات متعددة غير إنارة الشوارع؟
«الثورة» تواصلت مع عدد من المواطنين وأخذت آراءهم في مبادرة إنارة شوارع وأحياء مدينة طرطوس وأهميتها بنظرهم، وما هي مطالبهم من أهل الخير ليقوموا بمبادرات تساهم مساهمة مهمة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة؟
مبادرة وملاحظات
عبدالله ابراهيم موظف قال: بالنسبة لموضوع الإنارة دائماً الحمية والارتجال من دون دراسات تكون هدراً للأموال، مشيراً إلى أنه بخصوص إنارة الكورنيش البحري والذي تم منذ فترة، منوهاً أنه في حال المرور ليلاً أو سؤال أي أحد، سيجيب على الفور أنه لا توجد إنارة كافية، لأن الأجهزة التي تم تركيبها هي أجهزة صغيرة جداً ولا تصلح حتى للإنارة أمام المحال التجارية، مبيناً أن هذا الجهاز الذي تم تركيبه وبتكلفة تركيب تضاهي قيمته من رافعة وعامل وحتى تم تركيبه بطريقة اللحام، عمره قصير جداً والأيام تثبت صدق ما أقول.
وطرح ابراهيم فكرة منفذة في حلب وهي تقوم كالتالي: كل صاحب مولدة أمبيرات مجبر على إنارة عمود نور أو عمودين بوضعه الطبيعي، أي بالاستطاعة المدروسة للإنارة، متمنياً على مجلس المدينة الاطلاع عليها والاستفادة منها، لافتاً إلى أنه إذا كان ولابد سيتم دفع مبالغ من قبل المواطنين، يجب أن تكون هناك دراسات سابقة عن الأماكن التي سوف تنار فيها، ونوعية الإنارة المطلوبة والحقيقية، وكذلك تكلفة كل جهاز إنارة، مع كفالة من الشخصية الاعتبارية الحقيقية التي سوف تورد هذا النوع، وأيضاً من الذي سوف يقوم بالصيانة لتلك الأجهزة، مجلس المدينة أم المورد، مؤكداً على ضرورة قيام مخاتير الأحياء بتحديد النقاط الحساسة والتي تحتاج للإنارة، ليقوم من بعدها هو ولجنة من الحي أو لجنة من مجلس المدينة بدراسة مواصفة ذات فعالية وتبحث عن الأسعار وتعطي السعر للمخاتير ليقوموا بدورهم مع لجنة الحي بجمع قيمة جهاز أو جهازين أو أكثر حسب استطاعة سكان الحي.
هي الحل
الأستاذة الجامعية ريتا علي قالت: في ظل ما نعيشه اليوم من أزمة حقيقية على مختلف الصعد، وما تواجهه الدولة من حصار جائر من قبل قوى العدوان الغربي ونقص قدرة في التخديم، وتحديداً في الخدمات الأساسية، وأهمها الكهرباء أشجع جداً على الصعيد الشخصي قيام مبادرات مجتمعية تخفف الضغط والعبء عن كاهل القطاع العام، كمبادرة «نوّر شارعك» وتحديداً ضمن مدينة طرطوس الجميلة التي تستحق، وتحتاج مع الأسف أن يكون الاهتمام بها أكبر، وأخص بلدية طرطوس التي أراها مقصرة نوعاً ما بالتخديم وفق المتاح، وأتمنى أن تمتد هذه المبادرات إلى باقي الأحياء وحتى الأرياف، وإن لم يمكن فوصولها لتخديم المرافق الأساسية فيه، ليس على صعيد الكهرباء فقط، بل في الأمور الأخرى المهمة التي تلامس المواطن مباشرة، كالمبادرات الطبية على سبيل المثال، فكلنا نعلم أنّ ثمن أي دواء كحدّ أدنى ينطلق من 5000 ليرة فما فوق، فما بالك بمرضى الأمراض المزمنة وسواهم، مبينة أن مثل هذه المبادرات قد تكون الحل فعلاً لكل مستطيع وقادر من أهالي الخير.
في التربية والطاقة والمياه
بدوره الأستاذ فوزي أحمد أكد أن إنارة الشوارع في مدينة طرطوس هي مبادرة جيدة، ولكن نتمنى أن تكون هناك مبادرات لإنارة أحياء سكنية في ظل الضائقة المالية والتردي الاقتصادي الذي نعيشه، ولتمتد وتشمل باقي مناطق المحافظة ومنها مدينة صافيتا وقراها من قبل متبرعين ومقتدرين من أهل الخير وأصحاب الفعاليات الاقتصادية لتقديم العون للمحتاجين وفي مجال الخدمات العامة أيضاً.
وأضاف: هناك قطاع بحاجة إلى الدعم، وهو قطاع التربية والتعليم وأخص بذلك المدارس التي تضطر إداراتها لجمع مبالغ من الطلاب لترميم النقص في القرطاسية واحتياجات الامتحانات، وأيضاً هناك قطاع النقل بحاجة الى مبادرات خيرة وخاصة نقل الموظفين والطلاب، وضرورة تزويد مشاريع ضخ المياه بالكهرباء من خلال تركيب ألواح الطاقة الشمسية، وحفر آبار لمياه الشرب بالقرى لتكون صدقة جارية عن أموالهم.
استهداف المتقاعدين والعوائل الفقيرة
ورأى باسل عيسى _ موظف متقاعد _ من أبناء مدينة الدريكيش أن مبادرة «نور شارعك» هي مبادرة جيدة، وحبذا لو يتم العمل بها في مدينة الدريكيش، وقراها في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء والذي نعاني منه كثيراً في حياتنا اليومية والذي عطل مصالحنا وأعمالنا اليومية.
وقدم مقترحات لمبادرات إنسانية وخيرية حيث قال: في ظل الأوضاع الصعبة وفي فصل الشتاء وبرده القارس لو يقوم أهل الخير بتأمين كميات كبيرة من أحطاب التدفئة، ويتم توزيعها على العائلات المحتاجة في القرى، بحيث تعطى كل أسرة ٢٠٠ كغ حطب، شريطة أن تمنح للعائلات التي تملك راتباً واحداً أو ليس لديها راتب، وكذلك أسر المتقاعدين لأنهم بوضع صحي يتطلب ذلك، مقترحاً أيضاً أن يتم في كل منطقة اختيار بعض المحال الضخمة، ومن ثم الاتفاق مع بعض رجال الأعمال لبيع الألبسة للعائلات المحتاجة وعلى حساب رجال الأعمال، بحيث يحدد شرط التسليم إبراز دفتر العائلة مرفقاً معه وثيقة غير موظف للأب أو للأم، أو لأحدهما، مطالباً الجمعيات الخيرية تقديم ما يمكن تقديمه للعائلات المحتاجة في القرى، مع التركيز على العائلات التي عندها وضع إنساني أو مريض مقعد أو ما شابه ذلك من حالات تستوجب المساعدة.
إنارة الشوارع بأجهزة كهروضوئية
ولتسليط الضوء على مبادرة (نور شارعك) تواصلنا مع مدير الخدمات والصيانة في مجلس مدينة طرطوس المهندس حامد حسين للحديث عنها وعن أهميتها؟ وما هي المواقع التي تمت إنارتها والذي أفاد أنه بخصوص المبادرة كانت من خلال قيام أحد المواطنين بتقديم هبة الى مجلس مدينة طرطوس من خلال مديرية أوقاف طرطوس، عبارة عن أجهزة إنارة شارعية بأجهزة كهروضوئية، وقد تمت الموافقة على قبول هذه الهبة من قبل مجلس المدينة، بعد موافقة وزارة الإدارة المحلية والبيئة، مشيراً إلى قيامهم بتركيب تلك الأجهزة على مراحل ضمن المدينة، بداية من حديقة الباسل ثم الكورنيش البحري، وبعد ذلك جزء من شارع الثورة وحديقة تشرين، بإشراف فنيين من إدارة ومجلس المدينة، منوهاً إلى أنه سيتم استكمال تركيب باقي الأجهزة المقدمة في مواقع مختلفة من المدينة. ولفت أيضاً إلى أنه تمت تغذية عدد من أجهزة الانارة في شارع المينا وحي الملعب البلدي والبرانية من مولدات خاصة عائدة لأحد المواطنين كتقدمة منه لمجلس مدينة طرطوس ، موضحاً أن هناك العديد من المبادرات لإنارة شوارع ضمن أحياء أخرى متفرقة من مدينة طرطوس عن طريق بعض الإخوة المواطنين المتبرعين.
تقديم التسهيلات لإنجاح المبادرة
وختم المهندس حسين حديثه بالقول: إن مجلس المدينة يشجع تلك المبادرات، مبيناً أنه سيقدم كافة التسهيلات اللازمة لإنجاحها، كون أحد أهداف الإدارة المحلية الصادر بالمرسوم ١٠٧ لعام ٢٠١١ تفعيل دور المجتمع المحلي بالتكافل والتضامن مع مجلس المدينة للارتقاء بالمدينة نحو الافضل على صعيد الخدمات والمرافق، متوجهاً بالشكر لكل من يبادر بتقديم هبات يكون من نتيجتها النهوض بواقع المدينة وخاصة في الجانب الخدمي.

آخر الأخبار
موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم