حمص-رفاه الدروبي
لايحتاج الجمهور إلى جذب لمتابعة العروض الثقافية بكافة أنواعها ونشاطاتها لأنَّه ذو ذائقة عالية المستوى ويحسب له في الأوساط الثقافية كل الحساب، وحول هذا كان للثورة عدة وقفات مع عدد من المثقفين والفنانين في محافظة حمص.
أكَّد عضو اتحاد الكتاب بحمص الدكتور غسان لافي طعمة بأنَّ تنشيط الثقافة وجذب الجمهور يكون بإشعار المجتمع المحلي بحاجة الثقافة كرغيف الخبز لأنَّها جوهرية وليست هامشية والمكان الأهمُّ يبدأ نشرها من المدارس والجامعات لأنَّ طالب لايقرأ إلاّ كتابه المدرسي لايجيد الكلام إلاّ مع مربيته، ومن الضروري جعل الناس يشعرون بمدى حاجتها وعدم جرِّهم لها، لافتاً إلى أهمية إرسال جرعات ثقافية عبر وسائل الإعلام ونشرها ويمكن أن تشارك المؤسسات وحتى البلديات بتخصيص ميزانيات لإحياء الجانب الثقافي وإبراز أهميّة الأدباء والمثقفين من خلال برامج ثقافية عبر وسائل الإعلام ورفع مستوى الأنشطة وإبعاد المتعدين عليها بعد أن بتنا نشهد ازدهار الثقافة المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الابتعاد عن الروتين
من جهته المخرج حسن العكلا أشار بأنَّه لابدَّ من تنظيم عمل المؤسسات واختيار البرامج الثقافية بكافة مجالاتها من شعراء وقاصين وأدباء وفنانبن ودعمها معنوياً ومالياً لتحقيق وظيفتها الاجتماعية لأنَّها تعمل من أجل محيطها الاجتماعي وتعتبر اللبنة الأساسية في تثقيف المجتمع، ولا بد من برامج جاذبة لجمهور المتابعين وعشاق الثقافة ومحبيها تكون مرتكزة على النوع وليس على الكم. واعتبر المخرج العكلا أنَّ مديرية الثقافة بحمص أكثر مؤسسة وضعت خططها وبرامجها وإمكانياتها لتنشيط عمل الثقافة بكل أنواعه وتتحرك بقوة مبيناً بأنَّ العمل جماعي بدءاً من إدارتها حتى بقية الكادر الكامل فيها حيث ألقت الضوء على النشاطات الرسمية والأهلية.
وفيما يتعلق بالواقع الأدبي فقد شهد نشاطاً واضحاً وهو يحتاج لمزيد من التوسع بها، إلى جانب مشاركة جمعيات محلية بتقديم فعاليات منها رابطة الخريجين الجامعيين، ومشروع مدى والعاديات وغيرها، داعياً إلى أهمية التخلص من الروتين وتسريع عجلة النشاط الثقافي وربطه بالواقع الاجتماعي وتفعيل التعاون بين المجتمع الرسمي والأهلي.
جمهور متفاعل
بدوره رئيس فرع حمص لنقابة الفنانين أمين رومية أكَّد بأنَّ الجمهور الحمصي وصل إلى مستوى جيد من الاهتمام بالنشاط الفني والثقافي في المدينة، بالنظر إلى الجهود المبذولة من قبل الجهات المنتجة للشأن الثقافي في المحافظة، والساعية إلى إيصاله للجمهور المتابع والشغوف، وهذا ما كان واضحاً من خلال العروض التي قدمت على مسرح قصر الثقافة منذ سنوات عديدة وحتى الآن، حيث ساهمت الذائقة الفنية العالية للجمهور إلى دفع النشاط الثقافي باتجاه السعي لتقديم الأفضل والمناسب لهذا الجمهور الذي بات يمتلك حساً نقدياً ولا يحضر الفعاليات لمجرد الحضور وقضاء الوقت فقط، وإنما يستمع ويتفاعل مع المادة الفنية المقدمة على الخشبة، فهو جمهور ارتقى بحسه الفني وبذائقته في مختلف مجالات المسرح والموسيقا والغناء والفنون المختلفة.
كما أشار رئيس فرع نقابة الفنانين بأنَّ الجمهور الحمصي تحول إلى شريك حقيقي في العملية الإبداعية وأصبح الفنان يشعر بمسؤولية كبيرة عندما يقدم عملاً فنياً في حمص وخارجها معتبراً الجمهور مهماً ليس على المستوى حمص وإنَّما على مستوى القطر مايستدعي من جميع الجهات المعنية بالشأن الثقافي الحرص الشديد للحفاظ عليه من خلال تقديم الأعمال الفنية اللائقة بذائقته الرفيعة وأردف الرومية قائلاً: لابدَّ وفي ظل الظروف الصعبة الحالية، من تأمين بعض الخدمات الضرورية للجمهور ولاسيما وسائط النقل من كافة أنحاء المدينة إلى مسرح قصر الثقافة وبالعكس وخاصة أثناء إقامة النشاطات.