الثورة- عبد الحميد غانم:
المحادثات التي أجراها ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي في العاصمة بكين، مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قبل نحو عشرة أيام وتزامنت مع المناورات المشتركة التي أجرتها القوات البحرية الصينية والروسية في مقاطعة جيجيانغ شرقي الصين، حملت أكثر من رسالة على الصعيدين الدولي والتعاون المشترك بين البلدين الكبيرين، والرسالة المهمة التي نقلها ميدفيديف إلى رئيس جمهورية الصين الشعبية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لها الكثير من المعاني والدلالات على صعيد تعزيز الشراكة الاستراتيجية والحرب في أوكرانيا، في ظل هذه الظروف العالمية الحساسة.
فهذا اللقاء يأخذ أهميته من صفة التعاون بين الحزبين الحاكمين (في الصين وروسيا)، حيث ميدفيديف الذي يرأس حزب “روسيا المتحدة” وشين جين الأمين العام للحزب الشيوعي الذي منحه الثقة مجدداً، مما يعطي محادثاتهما المشتركة المزيد من العلاقات البناءة والمثمرة، ويضفي على مباحثاتهما المزيد من التعاون الثنائي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والأهمية في الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والإنتاج الصناعي لمواجهة تحديات الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية والأميركية ضد روسيا والصين.
خصوصاً لما يمثل الموقع الاستراتيجي الهام للصين لصالح العالم متعدد الأقطاب والعلاقات المتميزة مع روسيا، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة الأميركية التي لاتزال تعتبر نفسها أنه لا زال لديها اليد الطولى لتكون قادرة على لعب دور شرطي العالم، وهو غير مقبول تماماً بالنسبة لبكين وموسكو.
لقد أكد الرئيس الصيني أن تطوير شراكة استراتيجية مع روسيا خيار استراتيجي طويل الأمد يقوم به البلدان وفقاً لظروفهما الوطنية، وأن الصين مستعدة للعمل مع روسيا من أجل تعزيز العلاقات الثنائية باستمرار، والعمل سوية من أجل عالم أكثر عدلا وإنصافاً.
وتسعى روسيا لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية مع الصين لتعويض خسارتها للعلاقات الغربية، وترى الرئيس الصيني شريكاً محتملا في تحالف مناهض للغرب وعنجهيته وفي مواجهة السياسات الأميركية التي تريد فرض سيطرتها وهيمنتها على العالم.
التالي