املأ قلبك بالخير.. لا تخف من الدنيا.. هي ضيقة على ذاتها.. لا تنسى من قام بمساعدتك يوماً، وانسَ من اختلقوا الأعذار.. الحياة فصول كما الطبيعة، لكل تفاصيله.. طوبى لمن أحب الدنيا بما هي وعاملها وهو يعلم أنها دنيا ليست عليا، إلا إن عم السلام فيها، وتملك مفاتيح أيامها الصادقون.
ودعنا عاماً تنمر علينا بشراسة.. وخلط فصول الدنيا.. صفعنا بما أتيح له.. لكن نعم الله وفضله لا ينقطعان.. وتأتي أيام العام الجديد، والأمل يحدونا بأمنيات تحمل الفرج والفرح وراحة البال.. وعافية للعقول والأبدان، هي نعم لا تضاهى.. واثقين من أن ما مضى سرق الكثير من أعمارنا..
هيا لنعمل على تعميم قيم الحب والخير والجمال، حتى يبلغ الحمد منتهاه.. ونتمسك بأمل عساه لا يخيب، موقنين بما صبرنا أنه (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) آمال زرعناها على ضفاف الوطن، الأصل فيها أن تقود ثقافة المحبة المجتمع، بعيداً عن سياسة القطيع الغوغائية..
لتستقيم مقاليد الأمور لابد من التكامل بين السياسة والاقتصاد والدين، يكون تاجها الخلق الحميد لتمتلئ البيادر بخير حقول القمح الذهبية كضفائر الصبايا، تتمايل مع تساقط أوراق التقويم.. فتزهر معها بساتين العمر بالآمال، محققة طموحات المحبين الصامدين المرابطين على حياض الوطن..
جيشاً وشعباً تزداد بين صفوفهم كواكب الشهداء على يد الآثمين من تبت أياديهم.. وتبقى طموحات الأمل كبيرة؛ لتحقيقها رغم جفاف القلوب لابد من نشر عرائش الياسمين والرياحين، ويبقى الصبر يمتلك مفاتيح تصفية الحسابات.. فعندما تبهت ألوان الأبواب علينا ترميمها حرصاً من الأُرْضَة..
خير ما نملكه الوقت، لكنه الأسرع في السريان كتسرب الماء بين الأصابع.. فلنتنبه.. في حقيبة الماضي حكايات بهجة وفرح.. أما قصص الحزن فمازالت ضيفاً ثقيلاً يزورنا دون استئذان.. أما الأرواح التي لا تشيخ؛ تظل جسر العبور امتناناً للبلد الذي صمدنا فيه وحميناه رغم كل الجراحات.
ثقل السنين القاسية حنى ظهورنا لكنه لم يكسرنا.. فما زلنا رغم أنفها قادرين على الضحك لو بغصّة.. ونقول لكل من بقي ضمن حياتنا وتفاصيلها الصغيرة، معيناً لنا في التغلب على الخوف والموت معاً، كنا أقوياء بضعفنا لأجل الأمل، السلاح الأمضى الذي يترصد أيامنا بتفاصيلها..
لنتبادل الأمل ونشيع نور الشمس في جنبات أرواحنا..علّها تتحقق الأماني، كم فقدنا من أعزاء ونحن نجد السير نحو المستقبل، سعياً للخير والرزق والسعادة.. ينقص العمر وتزداد الأمنيات.. نسرق من عمرنا لحظات فرح.. ننشد الأمان والخير في وطن الأمان والخير كما عَهِدَهُ الزمان..
تعودنا الاكتفاء بالموجود مهما كان قليلاً فهو كثيرٌ مع طيب النفس والقناعة دون التطلع لما يمتلكه الآخر.. التكلف يفسد الحياة والحسد يبدأ بصاحبه فيقتله.. عندما تسير الحياة على طبيعتها يتنحى الشقاء، يصبح التعقيد خلفنا، تزهر البراءة تستوطن ذواتنا يموت الزيف وكل ما يخالف الطبيعة.
الصدق مؤثر في النفوس النقية، يفعل ما يعسر على مكامن الحياة.. حين تنتعش الأحلام البائتة، تتفتح الأمنيات الخجولة المتوارية.. متجاوزة ما تركه العام الفائت من قسوة، علّه حملها في جعبته عند خروجه من حيواتنا.. ويبقى عَجْزُ أصحاب الوعود عن إنجازها يدفعنا لنطالبهم بالرحيل.
عندما يحنث المرء بعهده يفقد مصداقيته كما الذين اعتدوا على سورية ومن يستسيغون جلد النمطية ولا يسعون للتعافي من فيروسها لتذليل الصعوبات، لا يستحقون ثقة الجموع.. لفقدهم مغريات تُمْسِكُ بالشباب الذي أعد حقائبه للرحيل.. والسنوات تزداد أرقاماً في أوراق تقويم الوطن.
هل يكون هذا العام إعلاناً لبدايات جديدة.. هل من وعود يجتهدون لتنفيذها.. أم يحثون الخطى لتنفيذ وعود بائته.. نحن وهم على ناصية الانتظار والنظر..