الثورة_ فاتن دعبول:
أقام اتحاد الكتاب العرب في سورية ومركز اللغات والترجمة بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ندوة بحثية سياسية حملت عنوان” الشهيد الحاج قاسم سليماني والقضية الفلسطينية” في مقر اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وأدار الندوة الدكتور سمير أبو صالح الإعلامي والباحث في الشأن الإسلامي الذي بين في افتتاحه للندوة أن الحديث سيكون عن الشهيد قاسم سليماني وقال:
إننا عندما نتحدث عن الشهيد قاسم سليماني فهذا يعني الحديث عن طراز خاص من الشهداء وحالة نضالية مقاومة، سواء على مستوى الانتماء والإيمان بقضية الأمة” القضية الفلسطينية” أو كان على مستوى السلوك الشخصي للمقاوم.
وبالطبع لم يكن الشهيد سليماني يحمل في محطات حياته بعدا وطنيا وقوميا فحسب، بل كان بعدا إنسانيا، وهذا ما أكسبه الميزة الأهم، لذلك ارتقى في شهادته لمستوى العالمية وهذه حالة جديدة في المنطقة، فقد تزود بالإيمان، وطوع نفسه للقيام بدوره في دعم قضايا الأمة وقضايا الشعوب العادلة، فكانت له جولاته في الميدان العسكري والسياسي والإنساني والأخلاقي، فهو النبراس والشعلة التي لم ولن تنطفىء.
رؤية سليمانية
وبين د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أهمية الندوة البحثية التي استقطبت الكثير من الكتاب والمفكرين للوقوف عند أهم المحطات في حياة الشهيد قاسم سليماني ودوره في دعم القضية الفلسطينية وقال:
عندما تقام ندوة مخصصة للحديث عن القضية الفلسطينية فإنما نؤكد بذلك على مركزية القضية الفلسطينية، وعندما جاء قاسم سليماني إلى سورية للدفاع عن تراب سورية، كان بدوره يدافع عن التراب الفلسطيني، فسورية لم تستهدف إلا لمواقفها التي تسجل لها من القضية الفلسطينية، لذلك كان استهداف سليماني هو استهداف لسورية أيضا.
وأضاف: نحاول من خلال هذه الندوات أن نعزز فكرة حضور الشهيد سليماني وحضور الشهداء من الجيش العربي السوري ومحور المقاومة جميعا، في أدبياتنا ونهجنا وتراثنا وفي فكرنا، لنقل هذه البطولات والإنجازات إلى الأجيال فتكون خالدة في ضمير الشعب عبر حضورها المكثف في الأجناس الأدبية كافة.
والجميع يدرك أن الشهيد سليماني قضى حياته متنقلا في سبيل تحرير فلسطين وتعزيز حلف المقاومة ولاسيما في الدول المحيطة بفلسطين، ووضع كل إمكانياته المادية والمعنوية وخبراته القتالية ومهاراته القيادية لتحقيق حضور فلسطين ونجاح مقاومتها، وقد نجح القائد الشهيد في توحيد الجهود والإمكانات في سبيل تعزيز حلف المقاومة وقواه، وساهم في إفشال المشاريع والمخططات الغربية التكفيرية والعدوانية على المنطقة.
ونوه بدوره أن جميع المشاركات ستجمع في كتب ستصدر قريبا في اتحاد الكتاب العرب.
الداعم الأول
وفي مداخلته توقف أبو جهاد طلعت عند دور الشهيد قاسم سليماني في القضية الفلسطينية وفي دعم محور المقاومة، وشرح عن وضع غزة قبل وبعد قاسم سليماني.
فمن الناحية الجغرافية فقد تحول قطاع غزة من قطاع ساقط عسكريا إلى قلعة للمقاومة والتحدي غير قابلة للكسر، أما من الناحية الديمغرافية فبعد سليماني توجه عشرات الآلاف من الشباب والجيل الجديد إلى دمشق وطهران وبيروت لخوض معارك البطولة ضد الجيش الصهيوني.
والأمر ينطبق على التطور الصناعي وتوفر الأسلحة في كل بيت فلسطيني، هذا إلى جانب بناء منظومة أنفاق دفاعية وهجومية وتحويل قطاع غزة إلى مدينة تحت الأرض، وفي كل ذلك كانت كلمة السر بين كيف كان قطاع غزة وكيف أصبح هي دمشق التي فتحت حدودها ومعابرها وقصرها الرئاسي للمقاومة لكي تنهض وتمضي نحو القدس.
تحالف مقاوم
كما توقف سفير اليمن عبد الله صالح عند وحدة محور المقاومة من خلال بعض الوقائع في الميدان، وقد تجسدت هذه الوحدة العضوية في اليمن من خلال مواجهة العدو الواحد، أو من خلال النصر في مواجهة العدو وخصوصا ضد الجماعات الإرهابية” داعش” التي غزت البلاد تحت مسمى الفوضى الخلاقة.
وبين كيف انعكست نتائج هذه التدخلات على الجانب السياسي والاقتصادي والوضع الأمني في اليمن، وقد تجاوزت فيه أمريكا الخطوط الحمراء في اليمن ما دفع إلى قيام الحركات الشعبية” أنصار اليمن” لمواجهة التنظيمات التكفيرية بمساعدة الدعم الإيراني بقيادة القائد سليماني لتطهير اليمن من التنظيمات الإرهابية.
ولكن استطاعت أمريكا باستهدافها لرموز المقاومة وقادة المعارك اغتيال صالح الصماد في اليمن ومن ثم اغتيال القائد سليماني، وعليه فإن هذه التضحيات وهذا المشروع المقاوم استطاع أن يصنع النصر في سورية والعراق وفي كل محاور المقاومة، وستبقى اليمن وفية لهذه الدماء والتضحيات ونحن مستمرون على خطاهم.
الأممي الكبير
ورأى د. محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيراني أن الشهيد القاسمي كان شخصية استثنائية في تاريخ المقاومة، وأسهم في البطولة في هذا المحور الممتد من إيران إلى المتوسط مرورا بسورية والعراق ولبنان واليمن وقلب هذا المحور” فلسطين”
واستطاع منذ تسلمه قائد فيلق القدس أن يرسم لوحة لهذا المشهد المقاوم، وكان أحد عشاق مشروع الشهادة الذي هو مشروع حياة الأمة، وأن الشهادة هي السبيل الأوحد لتحرير الأمة ونهضتها ووحدتها، فظل إلى آخر لحظ من حياته جادا مخلصا شجاعا محبا للناس، حتى استحق لقب الاممي الكبير.
تأكيد نهج المقاومة
وأكد خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال للشعب الفلسطيني أن الندوة هي أولا وفاء للشهيد سليماني ورفاقه وخصوصا أن للقائد سليماني بصمات كبيرة في مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني الرجعي.
ومن جهة ثانية هي تأكيد على نهج المقاومة، وقد اجتمعت في ذكرى استشهاده قوى من سورية وفلسطين ومن الدول العربية لتؤكد على النهج الذي سار عليه، ونحن كفلسطينيين نؤكد أن الوفاء للقائد سليماني ينطلق من تصعيد المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، ونفخر اليوم أن أبطال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يخوضون معارك باسلة، وهذا بدوره يؤكد على نهجه، ولا ننسى دوره مع رفاقه في ساحات المواجهة سواء في سورية أو العراق ولبنان وتعزيز دور المقاومة في ردع الاحتلال وردع المشاريع المعادية.