تتزاحم الأحداث في روزنامة المتغيرات الإقليمية والدولية، ويطفو على سطح المشهد السياسي تراجعاً في مشروع المعتدين ممن اصطادوا في عكر الحرب الإرهابية لسنوات بحثاً عن خروج من عنق زجاجة الإخفاقات في مشروع استثمارهم بالفوضى الإرهابية على الجغرافيا السورية التي ارتدت وبالاً على محدثيها، هذه المتغيرات فرضها منطق الانتصار السوري وفشل رهاناتهم، لا بل إن حلول بتر ذراع الإرهاب وحفظ أمن المنطقة المستدام ووأد المشاريع الانفصالية لن تكون إلا بالتنسيق مع دمشق ومن بوابة ثوابتها.
تضبط سورية إيقاع المرحلة الحالية بحكمة رشيدة ومسؤولية وطنية عليا كما ضبطت ايقاع المواجهة في معارك الميدان، برغم صخب التشويش وارتفاع الحدة العدائية من واشنطن وعصف إرهابها الاقتصادي، فمن اجتاز مفخخات تعطيل التحرير والمؤامرات قادر على متابعة السير بمقدرة نوعية في أكثر الحقول الشائكة، لطالما بوصلة الاستراتيجية السورية واضحة إحداثياتها وأهدافها، والثوابت التي قبضت على جمراتها لم تتغير.
فبصوابية الرؤى وعمق وبعد الاستراتيجية ترسم الدولة السورية خرائطها السياسية والميدانية في المرحلة الحالية وتحدد أطرها، وتضع نقاط ارتكاز متينة لاستكمال تحرير ما تبقى محتلاً أو مختطفاً في الشمال والجزيرة، فهي قادرة في كل حين على قراءة الواقع و استشراف الحلول واستيلاد المخرجات من رحم الصعوبات للتعافي وتثبيت موقعها الريادي وثقلها المحوري إقليمياً.
وثمة مقدمات كثيرة كانت حتماً ستؤدي لهذه النتائج، وبعض الاستدارات في التصريحات والمواقف يفرضها منطق الانتصار، وقاد ويقود إليها التسليم بتجاوز الدولة السورية لمفخخات الاستهداف العدواني ، فما تم إنجازه فرض وسيفرض الابجدية السورية على طاولة التعاطي الإقليمي والدولي مع الملف السوري ويفرض مشروعية حقوق السوريين بدحر الإرهاب وصون وحدة الجغرافيا الوطنية كأولويات ثابتة.
إذاً هي مؤشرات ناصعة على بدء قطاف مواسم الصمود والنصر التي بذرها السوريون لسنوات بملحمة أسطورية صاغها تلاحم منقطع النظير لقيادة الدولة وجيشها الباسل وشعبها الأبي، وهو عام الانفراجات والانتصارات الكبرى بالسياسة والميدان.