أحمد دراق السباعي في ذكراه.. لوحات مبسطة وحديثة بإحساس طفولي..

الثورة: أديب مخزوم:
مرت منذ أيام الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لرحيل الفنان أحمد دراق السباعي ، الذي ساهم منذ نهاية الخمسينيات بدور إيجابي، في فتح المجال أمام بوادر ظهور لوحات تشكيلية مغايرة، حيث اتجه لتقديم لوحات فنية حديثة، وبذلك شكل مع مجموعة من الفنانين المبدعين الانطلاقة اللونية المتحررة، حين بدأت اللمسات والمساحات اللونية العفوية تتصاعد وتتنوع في مساحات لوحاته (ومن ضمنها: دولاب الهواء، طائرات الورق، العيد، أحلام الأطفال، حديقة الأطفال، طفل وزورق من ورق، الفارس الصغير، طفل وكرسي، وغيرها).
هكذا شكلت لوحات تلك المرحلة، بدايات ظهور تأثيرات المرحلة الطفولية في التشكيل السوري المعاصر،وكان يجدد ريشته ومعالجته اللونية والشكلية عبر الانحياز عموماً إلى التعبير الهادئ، وإلى المشهدية البصرية الملطفة البعيدة عن العنف والصراخ اللوني . وعلى الرغم من أنه كان يقدم صياغة عقلانية متماسكة، يمكن الانتباه إلى إيحاءات كثيرة بتلقائية التكوين والتلوين . وأفسحت لوحاته المجال لأحاسيسه المرهفة على خلق أجواء طفولية سحرية تستجيب لهدوئه وانفعالاته، لأحزانه وآماله، بحيث كان التأليف يتراخى في بعض لوحاته مقترباً من الأداء العاطفي (لوحات: صخور على البحر، التوءم، طائرات الورق وغيرها) ويتماسك في بعضها الآخر، من خلال إدخال الخطوط المستقيمة والزوايا والمساحات المسطحة، وأيضاً من خلال الانتقال من المعالجة اللونية المباشرة، إلى التقشف في استخدام اللون الواحد بدرجاته المختلفة، الذي كان يساهم في إضفاء ذلك الجو التقاربي على مساحات لوحاته.
وكان يستفيد من نفس هادئ في معالجة المساحات اللونية عبر الاهتمام بالتأليف الهندسي، الذي يسمح ببروز حوارية التعبير العاطفي بين الخطوط والألوان في اللوحة، وأيضاً كان يعمل على خلق حركة حوار بصري داخل الصمت اللوني للوحة ، وإضاءة داخل المساحات الفاقدة لبريقها اللوني. وغالباً ما كان يوازن في لوحاته بين التبسيط الشكلي والعقلانية المخففة، رغم اتجاهه إلى نوع من العفوية في التعامل مع المساحة اللونية والحرية في تأليفها.


هكذا كان يحرف الشكل محولاً المشهد إلى علاقات لونية وهندسية فيعتمد على المساحات اللونية والخطوط المستقيمة المتقاطعة بزوايا قائمة وحادة ، مكثفاً طبقات اللون ومستعيناً بمادة الزيت لتأدية التعبير بتلقائية وعفوية وبالإضاءات اللونية التي تكون موزعة في أغلب الأحيان على أرضية لونية خافتة وباهتة.
ونادراً ما كان يجمع التناقضات في استخدام الألوان ، لأنه غالباً ما كان يقدمها في نسيج واحد، ومن خلال نمطية خاصة ومميزة، ولقد آمن بالانبعاث من خلال العمل الفني والجهد المتواصل، ولقد استعاد في لوحاته حكايات طفولته المنسية، ربما لأنه استشف فيها أجواء السحر المتفائل إزاء القلق اليومي المجسد بوجع الحروب المتعاقبة دون توقف أو انقطاع.
ومع تزايد مشاعر الإحساس بالإحباط والمرارة (بعد نكسة حزيران 1967) تحولت تجربته نحو توليف أشكال كوابيس الواقع بشكل مباشر، من أجل تعميق الشعور بمرارة الهزيمة وقد ظهر هذا التحول في لوحاته (أطفال القدس، عائلة، لاجئة، الأرض الطيبة، نازحات، الشهيد، رسم على جدار، حدث، أوقفوا العدوان، وغيرها) وبدأت لوحاته تقترب أكثر فأكثر من أحلام طفولته الهاربة، بإضفاء لمسات لونية شاحبة وقاتمة وحزينة، وفي ذات الوقت كان يبحث عن إشراقات أمل، من خلال استمراره في التركيز على إبراز أجواء أحلام الطفولة، وبذلك باتت لوحاته مفتوحة على احتمالات التوتر والتصادم الدرامي، بقدر ما هي مفتوحة على الفرح والمرح والابتهاج الطفولي، وفي معظم لوحاته التي أعقبت النكسة، قدم حكايات جديدة مأخوذة من تداعيات أحلام طفولته المستعادة ، رغم كل المجازر والانهيارات المتواصلة.
أحمد دراق السباعي من مواليد مدينة حمص 1935 استطاع الوصول من خلال تجاربه الخاصة الى أسلوب فني مبسط ومستمد من رسوم الأطفال، ولقد شارك في العديد من المعارض الفنية في الداخل والخارج، ودخلت بعض لوحاته ضمن مقتنيات متحف دمشق ووزارة الثقافة وجهات اخرى عامة وخاصة، وكان رحيله في 20 كانون الأول 1987 ، ولقد اعتبر بحق أحد رموز الفن التشكيلي السوري المعاصر.

آخر الأخبار
كيف يصبح التدريب مفتاحاً للفرص المهنية؟ الاعتراف بالواقع وابتكار الحلول.. طريق لبناء سوريا غياب الرقابة وتمادي الشاغلين.. أرصفة حلب بلا مارة! أول برلمان في سوريا بلا "فلول" الأسد شح المياه يهدد اقتصاد درعا.. نصف الرمان والزيتون في مهب الريح الجفاف يخنق محصول الزيتون وزيته في تلكلخ تمثيل المرأة في البرلمان لا يتجاوز 3%.. والأحمد يؤكد: الرئيس الشرع سيعمل على تصويبه الجفاف وآثاره المدمرة.. ضرورة التحرك لمستقبل مستدام الهبيط المدمّرة تنتظر مزيداً من الجهود لإزالة الأنقاض وعودة الحياة دبلوماسيون يشيدون بسير الانتخابات..تنظيم وشفافية تعكسان مرحلة جديدة من الاستقرار قطر تؤكد دعمها لإعادة إعمار سوريا وبناء دولة المؤسسات والقانون بيان مشترك بين سوريا والأردن يؤكد نجاح التعاون الأمني في مكافحة تهريب المخدرات بيع أصول الدولة أو خصخصتها.. هل نضحي بالمستقبل من أجل الحاضر؟! خبير اقتصادي يحذّر من فاقد يتجاوز 40 تريليون ليرة بعد انتخابات شفافة ونزيهة هذه هي مطالب أهل السلة من اتحادهم الجديد 4 أندية مستمرة بدون هزيمة في الدوريات الكبرى استعداداً لكأس العرب.. وديتان للمغرب مع مصر والكويت الإصابة تُبعد سينر عن دورة شنغهاي للتنس اليوم طائرتنا الأنثوية مع الأردن مونديال الشباب.. النرويج ونيجيريا وفرنسا آخر المتأهلين لدور الـ 16 وخروج مصر