الثورة – رنا سلوم:
تسرح وتمرح على الحاويات وفي الشوارع وبين المنازل المأهولة، حتى انها تمنع الأطفال من المرور صباحاً إلى مدارسهم في وقت لم تخطّ الشمس خيوطها الأولى، يسيرون على الأقدام والخوف في عيونهم ولاسيما في المناطق الريفية، إنها ظاهرة الكلاب المسعورة التي باتت على ما يبدو مشكلة يصعب حلها، واللافت أن أصدقاء وجمعيات الرفق بالحيوانات لم يجدوا مكاناً مناسباً للحفاظ أسوة بمناطق عدّة في الريف كبلدة جرمانا على سبيل المثال لا الحصر، والتي كثرت فيها تلك الجمعيات مع مطالبتها بالتمويل ومساعدة المجتمع الأهلي لها بسبب تزايد أعداد الكلاب يوماً بعد يوم، دون مبالغة هنا لاسيما في مناطق الغوطتين الشرقية والغربية ودرعا والسويداء وحمص.
لسنا ضد الحيوانات الأليفة لكننا ضد المخاطر التي تحيط حولنا إذا ما تعرض أحد الأفراد إلى عضّة كلب مسعور ما يستوجب دفع مبلغ كبير ” للشفاء من داء الكلب” وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي أثرت حتى على هذه الشريحة من الحيوانات فأبقتها تتضور جوعاً وتشتّد شراسة في آن معاً حيث لا تجد ما تأكله حتى في الحاويات.
والصورة المؤلمة هي حالات الوفيات من الأطفال الذين أصيبوا بداء الكلب ما يؤكد خطورة وجودها العشوائي في الأحياء المأهولة فلسنا بحاجة إلى خوف جديد بحق مساحة الأمان، والسؤال هنا لماذا نقف عاجزين عن إيجاد حلول لهذه الظاهرة التي باتت متفشية؟ وهنا نذكر ما حصل بالأمس القريب من هجوم قطيع من الكلاب المسعورة على قن دجاج ما أدى إلى التهام العشرات من هذه الطيور، صاحبة هذا القن “وقفت مذهولة لما حدث عندما صدمت برؤية الريش المتطاير داخل القن” رغم أن كل الدجاجات تم شرائها بمبلغ ليس بسيطاً لتأمين حاجيات أسرتها.
أين نحن اليوم من هكذا خطر لم يكن بالحسبان؟ يجاورنا في أحيائنا، لذا نتمنى جميعاً أن تجد الجهات المعنية رسمية وأهلية علاجاً وحلاً جذرياً لهذه المشكلة الطارئة أسوة ببقية المناطق في البلدان الأخرى التي ابتليت بهذه الظاهرة.. ولكي لا يلجأ البعض إلى أساليب أخرى لا تحمد عقباها.. أو يقترح حلولاً توفر الأمان لنا ولأطفالنا والسلامة للكلاب الشاردة والرضى لأصدقائهم.