أطفالنا أمانة.. ماذا أعددنا لهم؟

الثورة – أيمن الحرفي:
الطفل هذا الكائن الذي يعيش بيننا، هو عضو في هذا المجتمع يتأثر بمحيطه ويتعلم منه، ودرجات تعلمه وتأثره تبدأ من الأسرة ومن ثم الحي والمدرسة والأصدقاء. وأول واجبات الأسرة بمكوناتها الأب والأم هو الواجب نحو هذا الكائن، ونحن ندرك أن طفل اليوم هو رجل الغد، وأنه بجسمه وعقله وروحه في متناول يديك.
و لكن قبل أن نبدأ بهذا الواجب نحو أبنائنا الصغار علينا أن نسأل أنفسنا، هل نريد أن نبني منه رجلاً يقف بين الرجال يواجه التحديات و يتغلب على الصعوبات ويأخذ دوره الهام في المجتمع، وهل نريد من صغارنا بناء عقل لا تفسده المغريات. عقل قادر على التفكير و العمل، هل نريده طفلاً مختلفاً عن الآخرين، ناجحاً.. متميزاً.. متفوقاً.. مثالاً من التألق و النجاح؟ و هذا يأخذنا إلى تحديات و أسئلة أخرى.. هل هيأنا له الظروف والأسباب والشروط المناسبة لهذا البناء ليكون ناجحاً، أم سنتركه هكذا دون تدريب وتأهيل وتجارب.. كل هذا يتطلب منا دعوته ليأخذ مكانه مستفيداً من تجاربنا وتجارب الناجحين في الحياة وكيف وصلوا إلى مراحل النجاح والإبداع، إذا نجحنا في ذلك فإننا سنصل بذلك إلى أن يصبح ابننا سعيداً بصحبتنا مبتهجاً بأفراحنا معيناً لنا في أحزاننا ومصاعبنا. نعود فنقول هذا الطفل الآن بين يديك وهو جاهز للتلقي والتدريب والتأهيل والصقل.. و لكن إذا وقفنا وتأملنا وانتظرنا دون أن نفعل شيئاً مما ذكرناه، لن يكون كما نريد و كما نطمح وسنجد أنفسنا نتساءل: كيف نستطيع تربية هذه الذات القائمة بين أيدينا لتواجه الحياة؟.
إن ساعة البدء في التربية هي أهم ما تقوم به إيذاناً بتربية سليمة تقوم على مبادئ وطرق ومناهج مستفيدين ممن سبقنا ووضع لنا دراسات وأبحاث وطرائق تربوية حديثة مستندين إلى قواعد أعدت بعد سنوات من البحث والدراسات والتجارب والاستقصاء.
إذاً لنأخذ القرار بالبدء، بحيث تقارن بين سلوكك وسلوك أبيك وسلوك ابنك، سوف تجد بالتأكيد اختلافاً واضحاً بين هذه الأجيال.. اقفز بذاكرتك إلى تاريخ مضى عن حال الإنسان من قبل وسترى هذا الاختلاف الكبير بين الأمس واليوم. فما المانع أن نلجأ إلى ذلك الساحر العجيب ألا وهو التعليم وصديقته المخلصة خبرات الحياة فرصيد الخبرة يتبخر ويتلاشى مع انتهاء كل موقف إذا لم نستفد منه، فلا يتراكم كما يتراكم رصيد المال في الجيوب أو المصارف.. ولكن هذا الرصيد يعطي وفرته مزيداً من القوة والتقدم والعكس صحيح إن تجمد أو تلاشى.
والإنسان الناجح هو الذي يؤرخ كل خبرة تعلمها فينقلها لأطفاله وينتظر نتائجها. قد يستوعب الأطفال بعضها أو كلها ولكن حالهم سيتقدم مع أولادهم عما كان مع آبائهم ويحدث نفس الشيء لكل جيل فتتطور البشرية ويصبح يومنا هذا أفضل من أمسنا وغدنا أفضل من يومنا فالتعلم يبدأ من اللحظة التي نأتي بها إلى الدنيا حتى لحظة الفراق الأخيرة لذلك قالوا ” اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ” ولا يكون التعلم بقراءة الكتب ودراسة النظريات بل بالتطبيق العملي المدروس والمرصود بحصد النتائج.
باختصار هو الوعي بنتائج كل ما يمر به الإنسان من مواقف وخبرات ينقلها الآباء للأبناء لتكون أسلحتهم في مواجهة الحياة.

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم