الملحق الثقافي:
أديب ومفكّر لبناني، يعتبر من الجيل الّذي قاد النّهضة الفكريّة والثّقافيّة، وأحدث اليقظة في الأدب وقاد إلى التّجديد. أفردت له المكتبة العربيّة مكانةً كبيرةً لما كتبه وما كُتب حوله. فهو مفكّر وشاعر وقاصّ ومسرحيّ وناقد وكاتب مقال ومتأمِّل في الحياة والنّفس الإنسانيّة، وقد ترك خلفه آثاراً بالعربيّة والانكليزيّة والرّوسيّة؛ وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السّامية في عالم الفكر والأدب محليّا وعالمياً.
ولد في بسكنتا، القرية الواقعة في سفح جبل صنين في لبنان في أكتوبر/تشرين الأوّل عام 1889 وأنهى دراسته المدرسيّة في مدرسة الجمعيّة الفلسطينيّة فيها، ثمّ انتقل بمنحة لمتابعة دراسته في النّاصرة عام 1902 في دار المعلمين الروسية
ومن ثمّ إلى بولتافا الرّوسيّة آنذاك بين عامي 1906 و 1911 حيث تسنّى له الاطّلاع على الأدب الرّوسيّ. انتقل إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة في العام 1912 ملتحقاً بجامعة واشنطن في مدينة سياتل وتخرّج فيها حاملًا إجازتَين: واحدة في الحقوق والثّانية في الآداب. بدأت مسيرته الأدبيّة حين نشر أوّل مقالة له بعنوان: «فجر الأمل بعد ليل اليأس» في تمّوز من العام 1913. أسّس في العام 1920 مع جبران خليل جبران ومعدد من الأدباء المهجريّين الرابطة القلمية وكان واضع دستورها ومستشارها. عاد إلى بسكنتا عام 1932 وتابع مسيرته الأدبيّة حتّى النّفس الأخير، إذ رحل في 28 شباط من العام 1988. لقّب بـ (ناسك الشخروب).
نشر نعيمة مجموعته القصصيّة الأولى سنة 1937 بعنوان :»كان ما كان»، وفي العام 1956 نشر مجموعته القصّصيّة الثّانية «أكابر»، ثمّ المجموعة الثّالثة «أبو بطّة» في العام 1958، و«هوامش» في العام 1965.
من مؤلفاته:
مجموعته الشّعريّة الوحيدة هي «همس الجفون»، تحتوي على قصائد منظومة باللّغة العربيّة وأخرى معرّبة، كان الشّاعر قد نظمها بالانكليزيّة. صدرت المجموعة في العام 1945 في بيروت.
الرّوايات
لقاء (1948)
كتاب مرداد: رواية فلسفيّة رمزيّة (1948)
مذكّرات الأرقش (1949)
اليوم الأخير (1963)
يا ابن آدم (حواريّة) (1969)
الغربال، نيويورك، 1923
جبران خليل جبران، حياته. موته. أدبه. فنّه: هو سيرة صديقه وزميله جبران خليل جبران (1934)
زاد المعاد: مجموعة مقالات (1936)
البيادر: مجموعة مقالات (1945)
الأوثان: مجموعة مقالات (1946)
كرم على درب: مجموعة شذرات وحكم (1946)
صوت العالم: مجموعة مقالات (1948)
النّور والدّيجور: مجموعة مقالات (1950)
في مهبّ الرّيح: مجموعة مقالات (1953)
دروب: مجموعة مقالات (1954)
1956: صدرت في مدريد التّرجمة الإسبانيّة لديوان «همس الجفون»
أبعد من موسكو ومن واشنطن: مجموعة مقالات (1957)
1957: صدرت في بومباي، الهند الطّبعة الانكليزيّة لرواية لقاء، وقد قام نعيمه نفسه بالتّرجمة: Till We Meet
سبعون، حكاية عمر: سيرة ذاتيّة في ثلاثة أجزاء (1960)
في الغربال الجديد: مقالات نقديّة (1971)
نجوى الغروب (1973)
أحاديث مع الصّحافة (1973)
من وحي المسيح (1974)
1975: صدرت مجموعة ميخائيل نعيمه الكاملة بأجزائها التّسعة.
المراحل، دروب 1934.اليوم الأخير 1965.
أخي
أخي! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
لنبكي حَظَّ موتانا
* * *
أخي! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ
وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ
فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا
لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم
سوى أشْبَاح مَوْتَانا
* * *
أخي! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ
ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ
فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا
ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا
سوى أجْيَاف مَوْتَانا
* * *
أخي! قد تـَمَّ ما لو لم نَشَأهُ نَحْنُ مَا تَمَّا
وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا
فلا تندبْ فأُذْن الغير ِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا
بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل
نواري فيه مَوْتَانَا
* * *
أخي! مَنْ نحنُ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ
إذا نِمْنَا، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ
لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا
فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر
نُوَارِي فيه أَحَيَانَاً
العدد 1128 – 17-1-2023